مقالات وكتابات


الثلاثاء - 24 ديسمبر 2019 - الساعة 11:31 م

كُتب بواسطة : عزيز طارش سعدان - ارشيف الكاتب




أستاذ أحمد: السلام وعليكم. كيف حالكم؟ اليوم نريد أن نتعرف على ماذا استفدتم من درسنا يوم أمس.

خالد: استفدنا من درس أمس إن الشورى بين المسلمين أمر رباني لقوله تعالى (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مأموراً بمشاورة أمته لقوله تعالى (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) وطبق ذلك في حياته في عدد من المواقف مثلاً في الخندق حيث نزل عند مشورة صحابته وووووو الخ. وقال الله تعالى فيهم وفي أمة محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)

صالح: كذلك استفدنا أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم توفى ولم يولي بعده أحد من صحابته لأنه يعرف بأن الولاية هي شورى بين الناس ولم يكن هنالك طمع الدنيا بينهم وكان هدف كل واحد منهم الجنة ورضى الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فهي غاية سامية لكل صحابي.

استاذ أحمد: اتقدم بالشكر الجزيل للأفراد الذين انضموا إلينا في درس اليوم وهم شبيب وشائف وعدد من الأشخاص ونهدف إلى استفادة الجميع وقد تم إرسال الدرس الأول إلى القرى والمدرسين والعقال من أجل أن تعم الاستفادة للجميع. والأن إلى درسنا ونبدأ بسم الله.

إن الحكم السياسي للأمة الإسلامية هو (تكوين يقوم على بيعة أو ميثاق أو تعاهد) وإن الشورى بصورتها التي قدّرها الرسول صلى الله عليه وعلى إله وسلم ونفذها هي أساس من أسس بناء الحكم للأمة الإسلامية ومن دونها لا يمكن أن تسير أمور الجماعة أو الحكم الا بالحوار وتبادل الآراء، ولا يمكن ان تسير بالإملاء وفق هوى الطغاة، وبالشورى تسير أمة الإسلام في طريقها الصحيح. وعند قراتي لكثير من الاطروحات التي تتمحور حول أبعاد النقاش عن أصول الحكم في الاسلام الذي نسعى فيه إلى إثبات أن فكرة «الخلافة» ليست أصلاً من أصول الإسلام، وأن هذا الدين لم يفرض نمطاً معيناً لترتيب السلطة (إن رسالة الإسلام لم تكن قط إقامة ملك إسلامي، بل إقامة نظام جديد سياسي اجتماعي، يقوم على الترابط والتآخي والإيثار واستبعاد سيطرة الإنسان على الإنسان، واستبدال سلطة الملك بسلطة الضمير... ولا يكون الخليفة في هذه الحالة إلا رمزاً للعدل، وضماناً للأخلاق ) ولقد أنشأ رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام أمة، واسس جماعة كأنها ترجع على أم واحدة، فهم أخوة، ولم يقم رسول الله دولة في مكة بل أسس البنيان  لدولة المدينة وكانت بداية في ذلك العصر في شبه الجزيرة العربية وهذه كلها لله وحده أما الذي لنا فهو أن نتأخى في الله، ويرعى بعضنا بعضاً حباً في الله, إن المفكرين السياسيين المسلمين - وكلهم فقهاء - نظراً لأنهم في نظره افتقدوا إدراك حقيقة مهمة وهي أن السياسة شيء، والإسلام وعقيدته وشريعته شيء آخر، فالسياسة عند ابن خلدون قوانين سياسية مفروضة يتسلمها الكافة وينقادون إلى أحكامها، ثم يفرق بين السياسة العقلية المفروضة من أكابر الدولة وبصرائها، والسياسة الشرعية المفروضة من الله بشارع يقررها ويشرعها. وما سكت عنه ابن خلدون، ذكاء منه وحرصاً، أفصح عنه ابن تيمية في كتابه (السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية)

استاذ احمد: انتهينا من الدرس، نفتح باب النقاش وليكون الضيوف لهم الاولوية.

شائف: الذي فهمنا من درس الاستاذ احمد أن الرسول بدأ في تأسيس الدولة الحديثة في مكة ونفذها في المدينة لان الجزيرة العربية كانت تعيش في تيه وقبائل متعددة في ذلك العصر.

شبيب: الأن الأمة العربية والاسلامية تعيش في ظلام لعدم الاحتكام إلى الإسلام وأشرت ان السياسة شيء والشريعة شيء اخر.

الاستاذ احمد: نعم الشريعة الإسلامية شيء والسياسة شيء اخر إذا خالفت الاسلام فقط مالم فهي جزء منه.

صالح: نريد من الضيوف اليوم أن ينقلوا درس الأستاذ إلى القراء والمحلات المجاورة والأساتذة المعروفين لديهم حتى تعم الفائدة للجميع. قلت إن الخلافة ليست من أصول الدين كيف يا أستاذ؟

أستاذ احمد: نعم الاسم ليس أصل من اصول الدين وإنما العدل والشورى والأمن والعلم ووووالخ هي الأصل، وقيام الدولة المسلمة وفق المنهج الرباني تحت أي اسم وليس العدل أو غيره من المنهج الاسلامي مرتبط باسم معين.

shababunity@gmail.com

بقلم الشيخ عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط ذو محمد

 

عزيز طارش سعدان

رئيس مؤسسة شباب جيل الوحدة الفكرية