مقالات وكتابات


السبت - 14 ديسمبر 2019 - الساعة 04:48 م

كُتب بواسطة : فضل الحبيشي - ارشيف الكاتب


لا شك في أن تحسين مستوى العيش الحياتي في أي مدينة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بوجود محيط نظيف وبيئة صحية وسليمة وجميلة.. ولإرساء أساس قوي ومتين لمثل هذا الوجود في مدينة عدن يصبو صندوق النظافة والتحسين لتحقيقه ويبذل المساعي من أجل إيجاده، ومن أجل تجويد مستوى خدماته من نظافة عامة وإصحاح بيئي وتحسين وتشجير وتوسع في المسطحات الخضراء رغم ما يواجهه من تحديات سواء في نقص آلياته أو تدني موارده المالية أو محاولات الأطماع المتمثلة في الانقضاض على ممتلكاته من عقارات وأراضي، في الوقت الذي يسعى فيه الصندوق وبكل ما أوتي من إمكانيات إلى تجييرها لحساب مصالح المجتمع ومنافعه.
إن منظومة النظافة والتحسين في مدينة عدن ليست قطاعاً عادي الأهمية، يؤدي مهمة وقتية وانتهى الأمر، إنما هي مشروع استراتيجي مجتمعي هام لابد أن تشارك فيه الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني وأفراد المجتمع بكل أطيافه وشرائحه، لأنه يستهدف بالدرجة الأولى تحسين وتحقيق جودة عالية في حياة المواطنين جميعاً دون استثناء من خلال الارتقاء بنظافة فضاءات معيشتهم والحفاظ على صحة البيئة المحيطة بهم وسلامتها وألقها.
وقد لمسنا ونما إلى مسامعنا أصوات مناصرة كثيرة مؤيدة لمطالب قيادة الصندوق في عدن التي من شأنها المساعدة على السير في هذا الاتجاه، ومن جانبنا نقول : إن منظومة النظافة والتحسين في مدينة عدن بحاجة بالفعل إلى التفاف شعبي مساند حولها وأيضاً إلى مساندة من سلطات الدولة والمنظمات والدول المانحة بشكل فعّال لتحقيق المراد في جوانب التمويل وتنمية القدرات والحفاظ على الأصول الثابتة، والإسراع بذلك وتحقيقه في وقت قريب لتمكين هذه المنظومة من النهوض وتنفيذ خططها وبرامج عملها وتطوير خدماتها بصورة أفضل وبخطوات ثابتة وصحيحة وصولاً إلى بيئة نظيفة وصحية وجميلة على نحو مستدام تليق بمكانة مدينة عدن وتاريخها الحضاري وموقعها الاستراتيجي الهام.