الخميس - 12 ديسمبر 2019 - الساعة 09:34 م
مكيراس.. رأس ابين و شطر العواذل المغتصب.. منسية التحالف و خارج نطاق خرائطه و حسابات إحداثياته التحريرية.. ضحية مؤامرات الساسة و أحزابهم.. خمس سنوات ترزح تحت احتلال المليشيات و خمس عشر عاما قبلها و صالح و نظامه يحاولون سلخها عن أصلها.. خضعت له إدارياً و فشل في محو هويتها الجنوبية.. خذلها التحالف حين سحب قوات المحضار التي حاولت تحريرها ، وفوق ذلك كان قد كشف للمليشيات عن هوية المقاومين من أبناءها ، الامر الذي عرضهم للقتل و الاعتقال و التهجير ألقسري ، من منازلهم و مناطقهم ، فقد قامت المليشيات بتفجير منازلهم ، وزرعه الألغام في حقولهم.
لم يكن التحالف وحده من خذل مكيراس ولعل خذلان الشرعية لها اكثر وقعا واشد ضررا ، فخذلانها لمكيراس يصل حد المؤامرة عليها ، فحين سلم امر المقاومة و تحريرها لمأرب فتلك مؤامرة ، فمأرب لم تستطع تحرير نفسها و جيشها يهرول جنوبا ولا يتحرك قيد أنملة شمالا.. ومن لم يكن هدفه تحريرصنعاء فكيف سيكون هدفه تحرير مكيراس ؟!... وحتى من حيث الجانب الإنساني فلم تكن مكيراس هدف انسانيا للحكومة ، فكم من ملايين الدولارات نسمع و نقرأ ان الحكومة صرفتها لنازحي تعز مع ان نزوحهم اختياريا ، ولم نسمع او نقرأ ان مثلها او حتى خمسها قد صرفتها الحكومة لمهجري بركان و غولها في مكيراس رغم انه تهجير و تنكيل قسريا... لقد كانت حسابات الحكومة تجاه مكيراس وتحريرها سياسية محضة و ستبقى كذلك إلى حين.
جحلان رمى بنفسه ومكيراس في أحضان السيد و اتباعه ، مقطع و مقاومته قد تم تجميدها في فريزرات صافر ، العيسي و مشغول بتبذير امواله باحثا عن الاعتراف ب( لقيطه) الوطني ، و اما مشايخ العواذل فقد دفنوا رؤوسهم في الرمال ، والوية الرئيس المرابطة في المنطقة فحساباتها نحو عدن و البحث عن إقامة هناك... ومن بين ركام اليأس و الإحباط فلازال هناك امل يلوح في الأفق ويتمثل ذلك في لواء الاماجد.
لواء الاماجد لا يزال قيد التأسيس وبحسب ما أعلن فهدف تأسيسه هو تحرير مكيراس من المليشيات الحوثية ، وما يمتاز به اللواء انه تحت قيادة الشيخ صالح الشاجري الذي عرف عنه جهاده و مقاومته للمد الصفوي ، أكان ذلك في دماج و صعده او في مقاومته للمليشيات في اجتياحها للجنوب في 2015 ، ومما يمتاز به الشاجري ايضا النأي بنفسه عن السياسة و مماحكاتها ، ولم يكن لواء الاماجد محل اعتراض من الحكومة او اي مكونات سياسية أخرى ، مما يتيح له فرصة للاعداد الجيد و العمل بحرية ، و إضافة إلى ذلك الدعم السعودي الذي يمكن استغلاله لتحقيق الهدف المنشود و تحرير مكيراس قبل تحويثها و قبل ان نسمع صدى اصوات ترديد الصرخة في طوابير مدارسها.. ف ( وا معتصماه) ..