مقالات وكتابات


الثلاثاء - 10 ديسمبر 2019 - الساعة 12:40 ص

كُتب بواسطة : جمال مسعود - ارشيف الكاتب


مكتب التوجيه الفني في التربيه والتعليم هو مجلس الخبراء والاستشاريين الذين تعتمد عليهم مكاتب وادارات التربية والتعليم في برامجها التقييمية والتطويرية على السواء ، فالتوجيه التربوي هو عين الوزارة والمكتب والادارة في مراقبة ومتابعة سير الاداء اليومي للمعلمين في المدارس والثانويات وهو ايضا من يضع الدرجات والترقيات ويحدد المستويات والكفاءات ويميز نوعية المعلمين وجودة اداؤهم للحصة الدراسية ويتابع مستوى الانجاز للخطط الدراسية ويراقب نوعية اسئلة الاختبارات والامتحانات ويقرها بعد الجلوس مع معلمي الموادالدراسية
لقد كان فيما سبق مقام ومكانة للموجه التربوي ويتم اختياره واختبار قدراته المميزة من بين كافة المعلمين و يصاحب احد الموجهين الخبراء للنزول معه والتدريب على وظيفة الموجه التربوي ويستمر بالتلقي والترقي حتى تمنحه لجنة خبراء الموجهين اجازة لقب الموجه التربوي وينزل بعدها لتوجيه المعلمين بحسب التكليف وخط السير ما يعني انه صار لديه رخصة مسجلة ومعتمدة كموجه تربوي وهذا لقب عظيم لايحصل عليه اي معلم مهما كانت كفاءته
ان معايير اختيار الموجه التربوي كانت ولازالت عالية الجودة تتضمن الى جانب جودة الاداء في الحصة واعداد الخطط الدراسية والاختبارات كان يتم التركيز ايضا على الحضور الشخصي والهيبة وطريقة التعامل مع الآخرين والوقار للمعلم المرشح للعمل في التوجيه التربوي
يعاني فريق التوجيه الفني اليوم من بعض الاختلالات التي تعيق دوره التقييمي والتطويري ففي بعض المدارس بدت تظهر سلوكيات غير مقبولة وتسبب الانزعاج والقلق عند الموجهين.. حيث يجد الموجه التربوي ملاحظاته التي دونها في سجل المتابعة والزيارات والتوصيات التي طرحها في محضر الجلوس مع المدرسين في المدرسة التي زارها وبكل اسف يجد تلك العبارات المسجلة لم تعد لها قيمة واصبحت مجرد نصوص وفقرات انشائية لم يتم العمل بما فيها وبتكرار الزيارات والنزول وتعهد المعلمين والتشديد على العمل بتوصيات الموجه الا ان ذلك لم يجد آذانا صاغية ولا مسؤول يشتكي اليه فيبقى الوضع على ماهو عليه ووحده الطالب من تلحق به الاضرار نتيجة التراخي واحيانا الرفض لتوجيهات وتوصيات وملاحظات الموجه التربوي. يقول احد الموجهين انه سئم النزول الى بعض المدارس دون ان يحقق اي نتيحة في تصويب الاخطاء الوظيفية بينه وبين المعلمين وادارة المدرسة عندما يجد توقف التدريس للمادة وعدم العمل بتوصياته كموجه تربوي مسؤول وان اقسام التعليم العام والتدريب والتأهيل لاتتوافق مع خططه وتوصياته فينزعج لان زياراته وعمله كموجه لايجدي نفعا
ان الموجه التربوي هو البوصلة الارشادية لبرامج التطوير التربوي للقدرات التعليمية لدى المعلمين وهو المستشار الاول في اي لجنة تربوية لها علاقة بالمعلم والطالب والكتاب محور العملية التعليمية وهذا ما يعاني منه التوجيه الفني التربوي فالتهميش والاقصاء والتعدي وتجاوز الادوار وتجاهل الاولويات هو عائق مستمر في تحقيق النتائج المطلوبة وان التباين الملحوظ بين اقسام التعليم العام والتدريب والتأهيل والتوجيه الفني انعكس اثره السلبي على تأخير وتباطؤ الاصلاحات والمعالجات الحقيقية المثمرة وعدم الاستفادة من برامج دعم المنظمات والهيئات والحكومة والدليل على ذلك بقاء الاوضاع كما هي وتفاقم البعض منها وزيادة الازمات والتعقيدات في الحلول والمعالجات
ان الخارطة التعليمية والرابط مابين عدد المدارس وعدد الطلاب وعدد المواد الدرسية والحصص وما تحتاج فيه من معلمين ومعلمات لتحقيق الاستقرار التربوي والتعليمي لن ترسم بمعزل عن تضافر الجهود واشتراك الاطراف العاملة بهذا المسار وبقيادة الاستشاريين وهم مكتب التوجيه الفني التربوي لانه المرشد والبوصلة فهو الذي يعرف المادة الدراسية واحتياجاتها ولا ينقصه سوى الاقرار بمكانته ودوره المحوري ومنحه الصلاحيات الادارية فيما يخص المادة الدراسية والعلاقة بينها وبين الطالب والمعلم وتمكينه من اداء وظيفته بالعمل الفوري دون تلكؤ وتباطؤ بتوصياته وقراراته فما اصعب ان تنتهي الاختبارات وتعلن النتيجة ويبدأ عام دراسي جديد ويكاد ينتصف ولاتزال اصابع سحرية وايدي عابثة قابضة على حقوق الموجهين والمصححين للاختبارات ولاتزال حقوقهم المادية والمعنوية في دهاليز الغموض الفاسد دون احترام او تقدير للموجهين مستشاري وخبراء التعليم الحقيقيين اعطوا الموجه التربوي حقه وقدره ومكنوه من اداء وظيفته بتعزيز صلاحياته واكرموه فهو من يستحق الاكرام والاحترام وادفعوا به ليكافح التسيب والتسرب ويعالج المرض فهو الطبيب المداوي لامراض التكدس والتراكم والعجز والنقص فلا تسألوا خبير . الموجه التربوي مستشار لايستشار وعند حقوقه في قائمة الانتظار ..