مقالات وكتابات


الإثنين - 09 ديسمبر 2019 - الساعة 01:04 ص

كُتب بواسطة : وليد ناصر الماس - ارشيف الكاتب




كما حذرنا حينها من إن اتفاق الرياض مجرد خديعة وفخ في طريق الجنوبيين ليس إلا، واُتهمنا حينها من البعض بالعمل لصالح أجندات أخرى، نعود ونقولها مجددا لم ولن ترضى السعودية عنكم يا أبناء الجنوب، ولا يمكن أن تكون يوما في صف مشروعكم التحرري مهما فعلتم وزينتم الأحداث المتسارعة وسعيتم في تأويلها لصالحكم، فالموضوع تحكمه محددات جيوسياسية لم تحسن القيادات الجنوبية التعامل معها بحنكة منذ البداية.

عندما يبلغ مسامعنا قيام قيادات شمالية بتسليم كتيبة عسكرية أو لواء بكامل عتاده للحوثيين، يتبادر إلى الذهن أن المملكة السعودية ستعمل من فورها على ممارسة ضغوط قوية على قيادات الشرعية من أبناء الشمال، قد تصل إلى مستوى الضربات العسكرية التأديبية، وهو ما يجب إن يحدث بالفعل، لكن أي ردود فعل من هذا القبيل لم تحدث، فيوحي ذلك للمتابع على إن موضوع التسليم والتهديد بالتحالف مع الحوثيين، التي تلجأ لها قوى شرعية الشمال في كل مرة، ماهي إلا مجرد أوراق ضغط فاعلة تلعبها بمنتهى الذكاء، مما يعكس عقدة النقص والضعف التي يعاني منها نظام المملكة السعودية أمام قوى الشمال، إذ تضطر مجبرة للتعاطي مع مطالب تلك القوى التي يرتفع سقفها في كل مرة.
فنراها أي المملكة السعودية تقدم أشكال مختلفة من الدعم لتلك القوى رغم أدائها المخيب، وما تمويل وتسليح جيش مأرب الذي لم يبارح مكانه منذ نشأته إلا خير دليل على السياسة الرعناء التي تنتهجها السعودية.

وعلى الجانب المقابل نلاحظ كيف تتعاطي المملكة مع الجنوبيين وبمنتهى الفضاضة، رغم ما حُقق لها من قبلهم من انتصارات ميدانية، فالموضوع سياسي بامتياز.

وأخيرا نقولها دخول اتفاق الرياض حيز التنفيذ منذ شهر من الآن، وانتشار قوات سعودية على الأرض في عدن، في تقديري لن يخدم استقرار الأوضاع هناك، بقدر خلط الأوراق وجر الوضع نحو المزيد من الفوضى والبلبلة.

ببساطة تضاعف أعمال العنف مؤخرا في العاصمة عدن، يشير إلى دخول عوامل جديدة على مسار الصراع الذي لم يتوقف يوما، فتململ الجانب السعودي في تقديمه للدعم اللازم والكافي للقوات الأمنية هناك، كان سببا في تزايد الفوضى وأعمال الإغتيالات، والتي من المؤكد استمرارها طالما توافرت المناخات الجيدة لها.

والله على ما نقول شهيد.