مقالات وكتابات


الأحد - 08 ديسمبر 2019 - الساعة 10:57 م

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب


تمر المراحل علينا، وكل منا يحسب لكل مرحلة حساباتها السطحية، الساذجة، البسيطة، فتأتي حسابات هادي مخالفة لكل الحسابات والتقديرات، فنظن بالرجل ظناً، ولكن مع مرور الوقت تتضح الرؤية، ويتضح أن تحليلاتنا، وتقديراتنا، وحساباتنا حسابات العامة من الناس الذين ليس لهم قدرة على قراءة ما وراء الأحداث، وما بين السطور، فمثل هذه القراءة لا يجيدها إلا المتمرسون في عالم السياسة، الذين امتلكوا من الحكمة ناصيتها، ومن الخبرة، والدهاء السياسي الكثير.

المارشال هادي يحسب لكل كلمة حسابها، ولكل تصريح لابد أن يوافق أوانه، وينزل في وقته، وحينه، لهذا لم يزل هادي في كلمة، ولم يتراجع عن تصريح.

مرت السنوات في مسيرة قيادة هادي للبلاد، وهذه الفترة الزمنية التي حكم فيها هادي هي من أخطر الفترات الزمنية على الإطلاق، فلهذا كلما جاء منعطف سياسي رأيتنا نحلل، ونضع له المخارج، ولكن تحليلاتنا، ومخارجنا تذهب أدراج الرياح، فتقديرات هادي تختلف عن تقديراتنا، وعندما تخالف تقديراته تقديراتنا ترانا نشتط غضباً، ولكن سرعان ما تتضح لنا حكمة، ودهاء هادي في عالم السياسة الفسيح.

هادي لا يحارب بالسلاح التقليدي، ولكن سلاحه مكنوز في تفكيره، فكل مرحلة لها سلاحها، وكل مرحلة لها تفكيرها، فبعض المراحل هي بحاجة للحوار أكثر من احتياجها للتصريحات، والحشود العسكرية، لهذا فهادي خبير بقراءة كل مرحلة من خلال معطياتها، وشخوصها، فقراءة طبيعة الأشخاص لها مكانة عند المارشال هادي، فبعض الشخصيات تأكل نفسها بنفسها، فيمارس هادي معها سلاح الصبر، فتظل هذه الشخصيات كالنار التي يأكل بعضها بعضاً حتى تنطفئ، وهذا بسيط، وسهل أمره، وبعض الخصوم لا يتعدى تفكيره سوى كثرة التصريحات، وهذا سرعان ما يكشف نفسه بنفسه، فالسياسي المهذار كثيراً ما يقع في الأخطاء، فتتكشف عوراته.

المارشال هادي جمع سياسة العصر الحديث، ودهاء، وحكمة الأجداد، ومهر بخبراته العملية، والتعليمية كل ذلك، فنظر في تفكير خصومه، فأصبح وكأنه أستاذ يتفنن في ترتيب تلاميذ فصله، فهو يعرف الكسول منهم، ويعرف كذلك الذكي، وله دراية بالمشاغب، فهو يعالج ما يمر به وطنه، كأستاذ يسهل عليه الإحاطة بكل تفاصيل فصله، لهذا فالسياسة بالنسبة لهادي تعتبر مهارة، وهو يتفنن في إدارة شؤون وطنه.