مقالات وكتابات


الأربعاء - 20 نوفمبر 2019 - الساعة 11:00 م

كُتب بواسطة : علي عسكر - ارشيف الكاتب



لا يوجد أي مُبرر لتلك الأساليب التي تمارسها الحكومة وبشكل متعمد مع سبق الإصرار وذلك من خلال عدم صرف الرواتب المتأخرة للعسكريين والإكتفاء بصرف راتب شهر فقط،أنا لا أعرف بالضبط ماذا أستفادت الحكومة من وراء توقيف راتب العسكريين لعدة شهور؟!

هل بفعلتها الدنيئة تلك أستعادت كرامتها المهدورة بعد هزيمتها النكراء في شهر أغسطس المنصرم!!
ألا تعلم الحكومة بأن هؤلاء العسكر لديهم عائلات تعتمد وبشكل أساسي ومباشر على رواتب ذويهم في توفير الإحتياجات المهمة للعيش على الرغم إن الغالبية العظمى من العسكر رواتبهم لا تغطي الحد الأدنى من المستلزمات الضرورية للحياة الكريمة!!
بالله عليكم كيف بعد كل هذا التعنت والتسوييف المبتذل تطلبون من الجندي الغلبان بأن يضحي بكل غالي ونفيس من أجل الوطن بينما أبناؤه يتضورون جوعاً؟!.. يضحي من أجل من.. من أجل أن ينعم هؤلاء المرتزقة بخيرات الوطن..إذا كان يقطعون عنهم الراتب وهم مايزالون على قيد الحياة فكيف سيفعلون بأهاليهم إذا قدر الله لهم بأن ماتوا... من الغباء التضحية في سبيل وطن لا نعيش فيه بكرامة..لذلك أعطونا وطن خالي من الفساد ومن الظلم كي نضحي من أجله ولكن أن نضحي من أجل أن يعيش فيه من لا يستحقون العيش فلااا وألف لاااا..

الكل يعلم ما يعانية العسكر وما يُمارس ضدهم من جور وإبتزاز وأولهم رئيس البلاد ورئيس الحكومة..
فهل ياترى يعلمون أيضاً بإن الظلم ظلمات يوم القيامة؟!..أشك في ذلك، من المسؤول عن إذلالهم ومعاناتهم مع أسرهم؟! هل وزير الدفاع هو السبب إذا كانت الإجابة نعم فوالله أنها فضيحة إن كان فعلاً هو من أمر بتوقيف رواتب العسكريين كيف يجرؤ على فعل ذلك وجيشه العرمرم في مأرب لم يستطيع تحرير شبر وأحد من أرض اليمن بل حتى من محافظة مأرب،قمة المهزلة والعار بأن يتم إيقاف رواتب الجنود الذين يقاتلون في صفوف الشرعية ، إن لم تستحِ فصنع ماشئت!!

في اليمن لا وجود للدولة
فالبلد تُدار على طريقة عصابات المافيا وقطاع الطرق.. في اليمن أسرق وأسرق حتى الثمالة ولا تخشى شيئاً فلا قانون يحاسبك ولا نظام يردعك..اليمن تُدار بقانون يشبه إلى حداً ما قانون الغاب حيث القوي يأكل الضعيف بلإ رحمة أو شفقة!!

رحمتك يالله فقد غابت الرحمة في اليمن وأصبح الظلم هو السائد فيها.. لذلك لا تسألوني أين أختفت الوطنية فالوطنية بيعت بسعر بخس، لا تسألوني لماذا غاب الإنتماء وحب الوطن، فالسبب بسيط وهو إن ما يحدث باليمن بعيد كل البعد عن لغة المنطق الذي تقول إن المكان الطبيعي والمناسب لتواجد
اللصوص هي السجون ولكن في اليمن نجد عكس ذلك تماماً فاللصوص هم من باتوا يتحكمون بالوطن ومن عليه .. في اليمن إياك ثم إياك أن تسرق رغيف الخبز حتى وإن كنت جائعاً فأنت في نظرهم لص وخطر على المجتمع بينما من يسرق الوطن بأكمله ومن يخونه ومن يبيعه تجد من يدافع عنهم ويبرر أفعالهم السيئة والقبيحة تحت مُسمى خلاف سياسي !!

عندما يصمت أصحاب الحق تضيع بعدها الحقوق لا محالة، وعندما يتوارئ الأحرار حتماً ستضيع الأوطان وعندها يتحكم بمصير الشعوب ارذل الرجال ، وعندما يُهمش رجال العدالة تضيع القيم والمبادئ فمنابر الحق موازينها العدل والمحبة فمن يؤمن بحقوق الأخرين فهو من دون شك يؤمن بجميع المبادئ والقيم بينما من تعود على الفساد يبقى فاسداً حتى وإن لبس ثوب الطهر والعفة!!
لذلك تباً لكم ولخلافاتكم السياسية التي اوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن.. لقد صارت أيامكم معدودات ولكن قبل رحيلكم غير المأسوف عليه أصرفوا الرواتب المتأخرة للعسكريين فهي حق شرعي لا ينبغي إستغلاله في المكايدات السياسية الرخيصة، رواتب العسكريين ليست صدقة منكم أو ملكية خاصة ورثتموها عن أبائكم الأولين!!
أخيراً.... أفعالك وأعمالك هي من تخلد ذكراك..إما كقدوة وإما كعبرة فأختار ما يناسبك..