الأحد - 10 نوفمبر 2019 - الساعة 05:57 م
التصالح قيمة اخلاقية تعني فيما تعنيه تجاوز الخصوم والاعداء عن قضية معينة بينهم بما ترتب عليها من أثار ومساوئ اجتماعية او سياسية واخلاقية وعسكرية وتاريخية من بعض الاطراف ضد بعضها الاخر ومعالجتها قبل الانتقال من حالة الخصومة التي كانت قائمة بينهم الى حالة الالفة والمودة والتعايش ــ التسامح ــ التي يفترض ان تسود بينهم..والتصالح عادة يسبق التسامح حيث لا يمكن ان يتحقق التسامح دون تصالح
اما التسامح فهو يعني الصفح او العفو او التنازل عن حقك في معاقبة كل من اسأ اليك او ارتكب جنحة ضدك او الحق بك ضررا معينا في فترة زمنية معينة ويشكل التسامح ضمانة للسلم الأهلي والعيش المشترك المتناغم بين الخصوم ويعد بمثابة الحصانة من العنف والاحتراب والتمزق وفي الوقت نفسه فأن التسامح يحد من نزعات الكراهية وردود الفعل السلبية او استبدالها بالأيجابية ويوجه العلاقات بين افراد المجتمع واطرافه المختلفة نحو المساواة والاحترام والحرية، ويعد اساسا لتطبيع الجو النفسي في المجتمع وترسيخ الاستقرار وتعزيز التواصل بين أفراده واطرافه على اختلاف توجهاتها السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية
وهو قيمة انسانية واخلاقية وحضارية راقية تعكس الموقف الاجتماعي الفعال والاستعداد النفسي للتفاعل الإيجابي لطرف ما مع أطراف اخرى أو مجموعات من بيئات سياسية وثورية ودينية واجتماعية وثقافية وفكرية مختلفة ..
ولا يعني التسامح أن نتفق في الرأي بالضرورة مع الجميع وفي كل شيء وهذا على وجه التحديد هو احد ابرز مزايا التسامح
فكل شخص او طرف له الحق في التعبير عن رأيه الخاص ولكن ليس من الضروري ان نتفق مع وجهة نظره بل يكفي اظهار الأحترام له ولرأيه بصرف النظر عن قناعتنا بالفكرة او بمضمون الرأي وهذا هو الأسلوب الوحيد للتوصل الى اتفاق او توافق في الآراء والخروج من أي حالة .
قد لا نتقبل أفكار شخص او سياسات طرف ما أو لا تعجبنا طباعه أو لا نستسيغ أفعاله ولكن الأنسان لا يمكن أن يكون غريبا عنا وعلينا أن ندرك هذا ونبحث عن قواسم مشتركة تجمعنا به او توحدنا معه دون أن نغير جلدنا أو نخسر بعضنا وهذا هو المعنى الحقيقي للتصالح والتسامح .
لهذا السبب نحن بأمس الحاجة إلى التسامح والتصالح جنوبا وشمالا وجنوبا وجنوبا وشمالا وشمالا شرقا وغربا وشرقا وشرقا وغربا وغربا لضمان تحقيق االسلام وترسيخ الاستقرار اولا ثم اي اهداف اخرى ثانيا...