الجمعة - 08 نوفمبر 2019 - الساعة 04:09 م
مش مهم التوقيع , الاهم النوايا
عبارة نسمعها بعد كل توقيع اتفاق صلح بين اطراف متصارعة , ولازلنا معنيين بها في كل صلح نعقده , معنيين في تنفذ مخرجات الرياض .
تم التوقيع على تلك المخرجات , الصادقون منهم , وقع ممثلهم وعزموا على الابداء بصفحة جديدة وحسن النوايا
وغير الصادقين وقع ممثلهم , وعزموا الابداء بسوء النوايا , باتهام وتخوين وتعزير خصومهم , واصفين هذا التوقيع بنصر لهم وهزيمة نكراء للخصوم .
الصادقون كان الله في عونهم , يرون الوطن بعين الحق والجميع , والكاذبون هم المنافقون يرون الوطن يعيونهم المنافقة ومزاجهم النتن , يرون عيوب الناس ولا يرون عيوبهم , هم تلك الفئة التي يقال عنها ( من شب على شيء شاب عليه) , لو تاب ابليس لا يمكن من طبعهم يتوبون , معظم هذا النوع من البشر هم من اصحاب الوشاية ورفع التقارير السرية في العمل ومن سار على دربهم بتغرير , وتاريخ الصراع الحزبي في الجنوب يشهد , وضحاياهم يشهدون كذلك .
الهدف السامي من التوقيع هو الصلح والتوافق على بناء وطن, بعيدا عن العنف , لنبدأ صفحة جديدة في التعامل مع الاخرين كشركاء متوافقين , انها فرصة لتصحيح المسار , واصحابنا مصرين على بث سمومهم من الفتن وسوء الضن ,وغارقين في وحل الماضي وتوزيع التهم , وصك الوطنية بمزاج مريض , دون تقوى ولا عبر ودروس مما حدث وسيحدث .
اتقو الله في هذا الوطن والناس , الم تشبعوا نهمكم في الانتقام , والدماء الطاهرة التي سفكت والارواح التي ازهقت , لا يكفيكم حروب وخراب ودمار , ولا يعجبكم ان الناس تتصافح وتلتقي وتتحاور وتتفق , لتنهي الصراعات والعنف وتبدأ مرحلة بناء وطن وانسان .
ليتعافى وطن خيرا له ولكم ان تصمتوا , وتتركوا الشرفاء والصادقون يطببون الجراح , ويرممون الشروخ , ويعيدون بناء جسور الثقة وحسن النوايا والروابط والاخاء والمحبة والسلام .
مسألة البحث في قضايا الفساد والنزاهة والشرف والخيانة , شهادة الانسان فيها عن نفسه مجروحة , بل سخيفة , ما لم يشهد لك الاخرين .
الذي يلقي اللوم على الاخرين , ولازال قماما يبحث في قمامة الماضي الوسخ , ان يرتقي شويه , ويتقي الله , فحاضرنا بسبب هذه العقلية من سيء لأسوء , يكفي ان نراجع هذا الحاضر , لنضمن لقواه الحية ان تكون قوى خير لا قوى شر , وقادرة على اصلاح الحال والواقع .
مثل هولا لا يمتلكون الشجاعة في نقد ذاتهم وحاضرهم , ومراجعة الفترة منذ تحرير عدن من الحوثين في يوليو 2015م , والفساد والارهاب والانتهاكات والسجون والبسط والسطو والمناوشات والمبررات السخيفة , تلطخوا بالوحل بمستويات مختلفة , عجزوا وعجزنا جميعا ان نقدم مثال حسن , كان فينا اشد منهم ظلما وفسادا وتخريب , الا ما رحم ربي منا من الخيرين والشرفاء وللأسف هم قله ومغمورين , تعمق جيدا في البحث بمصداقية وحيادية , ستندهش من مما حدث ولازال يحدث , وستسقط كل المبررات والتخاريف والوهم الذي يردده البعض كالببغاء , عن نزاهة وشرف اصحابه وابناء قريته , وفساد خصومه .
لهذا نقول كفى عنف , ونبدأ صفحة جديدة فيها حسن النوايا للإصلاح وصنع سلام , واذا اردنا فتح الملفات , تفتح لغرض الانصاف وتحقيق العدالة , لا المزايدة والمناكفة , تفتح بعدالة انتقالية , فيها مصداقية واعترافات بكل الاخطاء , ومحاسبة للمجرمين تنصف الضحايا , وتحقق العدل والحق , وكفى قذف جزافا لأثارة نزعات وصراعات عبثية , لم نعد نحتمل المزيد .
احمد ناصر حميدان