مقالات وكتابات


الجمعة - 08 نوفمبر 2019 - الساعة 04:09 م

كُتب بواسطة : احمد ناصر حميدان - ارشيف الكاتب




مش مهم التوقيع , الاهم النوايا

 

عبارة نسمعها بعد كل توقيع اتفاق صلح بين اطراف متصارعة , ولازلنا معنيين بها في كل صلح نعقده , معنيين في تنفذ مخرجات الرياض .

 

تم التوقيع على تلك المخرجات , الصادقون منهم , وقع ممثلهم وعزموا على الابداء بصفحة جديدة وحسن النوايا 

 

وغير الصادقين وقع ممثلهم , وعزموا الابداء بسوء النوايا , باتهام وتخوين وتعزير خصومهم , واصفين هذا التوقيع بنصر لهم  وهزيمة نكراء للخصوم .

 

الصادقون كان الله في عونهم , يرون الوطن بعين الحق والجميع , والكاذبون هم المنافقون يرون الوطن يعيونهم المنافقة ومزاجهم النتن ,  يرون عيوب الناس ولا يرون عيوبهم , هم تلك الفئة التي يقال عنها ( من شب على شيء شاب عليه) , لو تاب ابليس لا يمكن من طبعهم يتوبون  , معظم هذا النوع من البشر هم من اصحاب الوشاية ورفع التقارير السرية في العمل ومن سار على دربهم بتغرير , وتاريخ الصراع الحزبي في الجنوب يشهد , وضحاياهم يشهدون كذلك .

 

الهدف السامي من التوقيع هو الصلح والتوافق على بناء وطن, بعيدا عن العنف , لنبدأ صفحة جديدة في التعامل مع الاخرين كشركاء متوافقين , انها فرصة لتصحيح المسار , واصحابنا مصرين على بث سمومهم من الفتن وسوء الضن ,وغارقين في وحل الماضي وتوزيع التهم , وصك الوطنية بمزاج مريض , دون تقوى ولا عبر ودروس مما حدث وسيحدث .

 

اتقو الله في هذا الوطن والناس , الم تشبعوا نهمكم في الانتقام , والدماء  الطاهرة التي سفكت والارواح التي ازهقت , لا يكفيكم حروب وخراب ودمار , ولا يعجبكم ان الناس تتصافح وتلتقي وتتحاور وتتفق , لتنهي الصراعات والعنف وتبدأ مرحلة بناء وطن وانسان .

 

ليتعافى وطن خيرا له ولكم ان تصمتوا , وتتركوا الشرفاء والصادقون يطببون الجراح , ويرممون الشروخ , ويعيدون بناء جسور الثقة وحسن النوايا والروابط والاخاء والمحبة والسلام .

 

مسألة البحث في قضايا الفساد والنزاهة والشرف والخيانة , شهادة الانسان فيها عن نفسه  مجروحة , بل سخيفة , ما لم يشهد لك الاخرين .

 

الذي يلقي اللوم على الاخرين , ولازال قماما يبحث في قمامة الماضي الوسخ , ان يرتقي شويه , ويتقي الله , فحاضرنا بسبب هذه العقلية من سيء لأسوء , يكفي ان نراجع هذا الحاضر , لنضمن لقواه الحية ان تكون قوى خير لا قوى شر , وقادرة على اصلاح الحال والواقع .

 

مثل هولا لا يمتلكون الشجاعة في نقد ذاتهم وحاضرهم , ومراجعة الفترة منذ تحرير عدن من الحوثين في يوليو 2015م , والفساد والارهاب والانتهاكات والسجون والبسط والسطو والمناوشات والمبررات السخيفة , تلطخوا بالوحل بمستويات مختلفة , عجزوا وعجزنا جميعا ان نقدم مثال حسن , كان فينا  اشد منهم ظلما وفسادا وتخريب , الا ما رحم ربي منا من الخيرين والشرفاء وللأسف هم قله ومغمورين , تعمق جيدا في البحث بمصداقية وحيادية , ستندهش من مما حدث ولازال يحدث , وستسقط كل المبررات والتخاريف والوهم الذي يردده البعض كالببغاء , عن نزاهة وشرف اصحابه وابناء قريته , وفساد خصومه .

 

لهذا نقول كفى عنف , ونبدأ صفحة جديدة فيها حسن النوايا للإصلاح وصنع سلام  , واذا اردنا فتح الملفات , تفتح لغرض الانصاف وتحقيق العدالة , لا المزايدة والمناكفة , تفتح بعدالة انتقالية , فيها مصداقية واعترافات بكل الاخطاء , ومحاسبة للمجرمين تنصف الضحايا , وتحقق العدل والحق , وكفى قذف جزافا لأثارة نزعات وصراعات عبثية , لم نعد نحتمل المزيد .

 

احمد ناصر حميدان