مقالات وكتابات


الأربعاء - 13 يونيو 2018 - الساعة 12:00 ص

كُتب بواسطة : جعفر عاتق - ارشيف الكاتب



تحل علينا الذكرى الثالثة لتحرير العاصمة عدن من المليشيات الحوثية وحلفائهم من الجيش اليمني فيما تعيش المدينة واقعا مأساويا صعبا على مختلف الجوانب والأصعدة.

في السابع والعشرين من رمضان قبل ثلاث سنوات تحررت العاصمة عدن بأيدي أبناءها وبدعم من قوات التحالف العربي لتعيد للعرب الكرامة بعد سقوط عواصم ودول عربية تحت حكم الموالين لإيران.

نالت عدن حريتها بعد أن دفع ابناءها ثمنا باهظا لذلك ولكن لا شواهد تثبت أن المدينة تحررت في ظل أوضاع مأساوية يعيشها المواطن العدني. 

أن المتابع للأوضاع بشكل عام خلال الفترة الماضية يتأكد وبدون أدنى شك أن عدن تعامل كغنيمة حرب فقط ليس إلا ؛ وهو ما كنا نتفق عليه بأن الشماليين يعتبروا عدن "غنيمة" وينظرون لاهلها بأنهم بقايا هنود وصومال اجبرتهم الظروف على السكن في المدينة الساحلية.

وبعد حرب عام 2015 وهو العدوان الذي شنه تحالف الحوثي وعفاش على العاصمة الحييبة عدن خرج ابناء عدن الى جبهات القتال وليس لهم بالسلاح أدنى معرفة ولم يكونوا من أصحاب المهمات القتالية خرجوا من المساجد والمدارس والحواري العتيقة ليدافعوا عن مدينتهم ضد برابرة العصر الحديث وسطروا أروع البطولات وأجمل القصص في الشجاعة والإقدام التي مازالت تروى الى الآن ولتبقى قصص بطولاتهم عالقة في ذاكرة التاريخ فقد اذهلوا أبناء القبائل الذين كانت نظرتهم لأبناء عدن وكأنهم بلا أصل ولا هوية.

ولم تتوقف انتصارات أبناء عدن على مدينتهم فقط ولكن ذهبوا ليساهموا في تحرير المدن والمحافظات المجاورة من قوات الحوثي و عفاش ولنا بمعركة تحرير الحوطة و العند خير شاهد ومن بعدها تحرير أبين وصولا إلى لودر وعقبة ثرة.

ولكن ما يحز في القلب هو الجزاء الذي وجده أبناء عدن نظير بطولاتهم وتضحياتهم ففي كل محافظة جنوبية سقط عدد من الشهداء من أبناء عدن دفاعا عن أرض الجنوب ولكن مسلسل ابعاد أبناء عدن تواصل من قبل إخوانهم الجنوبيين فلا يوجد قادة كبار من عدن في مناصب مرموقة بل حتى التجنيد لأبطال المقاومة الجنوبية استأثر به أبناء المحافظات المجاورة وأصبح أبناء عدن عالة على أنفسهم ولم يجدوا من متنفس لهم سواء الجبهات المتبقية فعند زيارتك لجبهة الساحل الغربي او كرش وحتى مارب وجبهة البقع صعدة ستجد أبناء عدن في مقدمة الصفوف.

حقيقة نقولها فبعد الحرب الأخيرة وانتصار الجنوب الكاسح ظلمت عدن ولم تجد المكافأة لها ولأبنائها مقابل تضحياتهم الجسيمة فلا الكهرباء او الخدمات أخرى تعمل بالشكل المطلوب والأمن في تدهور مستمر مع تعدد وتفرق اجهزته والمجاري تغرق الشوارع والأمراض والأوبئة تفتك بالمواطن الغلبان وما زاد الطين بلة تدهور الوضع الإقتصادي وانهيار العملة المحلية في ظل ضعف الراتب الحكومي وهو ما فاقم من أزمة المواطنين في عدن والذي يعتبر الراتب الحكومي مصدر أساسي لدخل الأسرة العدنية.

نتمنى في الأخير من الله العلي القدير أن يفرج عن أهل عدن ما هم فيه ويستعيد أبناء عدن مكانتهم العالية والمرموقة في البلاد بعد ان فقدوها على مدى عدة عقود سابقة منذ الإستقلال من الاحتلال البريطاني في العام 1967 وحتى اليوم.