مقالات وكتابات


الثلاثاء - 12 يونيو 2018 - الساعة 11:25 م

كُتب بواسطة : محمد علي الطويل - ارشيف الكاتب


لا ادري من اين ابدأ الكتابة ولا اعلم بما اصف واقعنا الحالي.

تمر علينا الذكرى الثالثة لتحرير الثغر الباسم عاصمة الجنوب الابدية والازلية عدن الحبيبة من مليشيا الحوثي صالح بعد ملحمة اسطورية تاريخية صنعها الابطال وسقط خلالها الكثير والكثير من الشهداء والجرحى والاسرى.

ملحمة تاريخية شاع صيتها بين الاقطار وابهرت المراقبين العالميين تلك الملحمة التي كان ابرز نجومها ليس بعسكريين ولايجيدون المهارات القتالية والفنون العسكرية في الوقت الذي كان خصمهم يمتلك اعلى مستويات التدريب القتالي العسكري.

لكن الابطال الاشاوس ابطال المقاومة الجنوبية بدافع من الغيرة والدفاع عن الدين والعرض والارض استطاعوا هزيمة الاعداء بتوفيق من الله وبعزائم لاتلين وبمساندة من الاشقاء في التحالف العربي.

مر العام 2016م ولم يحمل اي جديد وكان التفاؤل حاضر بقوة ويراود الجميع بان الاوضاع سوف تتحسن بمختلف جوانبها.

وجاء العام 2017م والذي شهدت فيه عدن مالم تتوقعه وصدم الاهالي بتصرفات الجنوبيين التي وصلت في اكثر من مرة للاشتباك بالاسلحة بين الجنوبيين بعضهم البعض وساد ايام كثيرة من العام 2017م اجواء توتر في ظل تراشقات إعلامية في مواقع التواصل الاجتماعي ووزعت صكوك التخوين هنا وهناك وبتقديري الشخصي ان العام 2017م اسوأ عام عقب تحرير كونه العالم الذي ساهم بالتأثير السلبي على النسيج الاجتماعي الجنوبي وفاقت سلبياته ايجابياته واشد ضراوة.

اما العام 2018م لم يخل من السلبيات وشهدت فيه المدينة اشد اشتباكات مسلحة في اواخر شهر يناير وكان لها اثرها البالغ.

اما الجانبين الامني والتنموي في المدينة خلال الثلاثة الاعوام المنصرمة لم تتحقق بالشكل المأمول فالجانب الامني شهد اختلالات نتيجة تشتت الاجهزة الامنية وتعدد غرف العمليات وتدخل التشكيلات المسلحة في الامور الشرطوية وغياب الدور الحقيقي للنيابات والمحاكم.

اما الجانب التنموي فخدمات المدينة متعثرة وتتعثر وايرادات المدينة تذهب الى غير محلها ان لم تكن تذهب الى المجهول وإعادة إعمار المدينة لم يتم ومازالت اضرار الحرب كما هي.

في الاخير نستطيع القول بان من حرر عدن لايحكمها فمن يحكمون المدينة متعددون ونستطيع القول بان طريقة حكم المدينة طريقة فريدة خارجة عن النظم واللوائح القانونية حيث اقحمت المدينة ومايتعلق بها في الصراعات السياسية ودفعت ثمن ذلك الاقحام غالي.

مدينة مازالت بلا محافظ بعد ان استقال من قيادتها خير شخصية إدارية الدكتور عبدالعزيز المفلحي محافظ عدن المستقيل الذي حمل بيان استقالته اجمل الكلمات والجمل ومن بينها ( كبريائي يمنعني من الخوض في جدال مع من يسرقون الماء من افواه الناس ويخطفون الضوء من عيونهم ) كيف يطيب لنا الاحتفال بالذكرى الثالثة لتحرير عدن وواقعنا لايطاق والناس في الحضيض وقياداتنا اصبحت مجرد اتباع لا اكثر ولا اقل.

عذراً ذكرى تحرير عدن الثالثة لايكمن العيب فيك بل يكمن بل في الجنوبيين انفسهم .

تباً لكم يامن اخذلتم عدن ولن يرحمكم التاريخ رحم الله كل الشهداء الابطال ونسأله الشفاء للجرحى الميامين والفرج والحرية للاسرى.