مقالات وكتابات


الثلاثاء - 05 نوفمبر 2019 - الساعة 03:49 م

كُتب بواسطة : محمد مرشد عقابي - ارشيف الكاتب



قصة عظيمة من قصص اولئك الرجال العظماء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه يجب ان نستلهم منها كل الدروس والعبر بطلها بطل مسلم يتحلى بكل الصفات الرجولية انه طليحة ابن خويلد الأسدي، هذه القصة تبدأ حينما أرسل الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص سبعة رجال لإستكشاف أخبار الفرس وأمرهم ان يأسروا رجل من الفرس إن استطاعوا، فبمجرد خروج السبعة رجال تفاجئوا بجيش الفرس أمامهم وكانوا يظنون أنه بعيد عنهم، فقالوا نعود إلا رجل منهم رفض العوده إلا بعد أن يتم المهمة التي كلّفه بها سعد ابن ابي وقاص، وبالفعل عاد الستة رجال إلى جيش المسلمين بينما اتجه بطلنا ليقتحم جيش الفُرس وحده، في تلك اللحظة العظيمة التف بطلنا حول الجيش وتخير الأماكن التي فيها مستنقعات مياه وبدأ يمر منها حتى تجاوز مقدمة الجيش الفارسي المكونة من 40 الف مقاتل، ثم تجاوز قلب الجيش حتى وصل إلى خيمة بيضاء كبيره أمامها خيل من أفضل الخيول فعلم أن هذه خيمة رستم قائد الفرس، فانتظر في مكانه حتى الليل وعندما جنّ الليل ذهب إلى الخيمة وضرب بسيفه حبال الخيمة فوقعت على رستم ومن معه بداخلها ثم قطع رباط الخيل وأخذ الخيل معه وجرى وكان يقصد من ذلك أن يهين الفرس ويلقي الرعب في قلوبهم، وعندما هرب بالخيل تبعه الفرسان، فكان كلما اقتربوا منه أسرع وكلما ابتعد عنهم تباطىء حتى يلحقوا به لأنه يريد أن يستدرج أحدهم ويذهب به إلى سعد كما أمره، فلم يستطع اللحاق به إلا ثلاثة فرسان فقتل اثنان منهم وأسر الثالث، كل هذا الإنجاز فعله وحده بدون اي مساندة، أمسك هذا البطل المغوار بالأسير ووضع الرمح فى ظهره وجعله يجري أمامه حتى وصل به إلى معسكر المسلمين، وأدخله على سعد بن أبي وقاص فقال الفارسي : أمّني على دمي وأصدُقك القول، فقال له سعد : الأمان لك ونحن قوم صدق ولكن بشرط ألا تكذب علينا، ثم قال سعد : أخبرنا عن جيشك، فقال الفارسي في ذهول قبل أن أخبركم عن جيشي أخبركم عن رجلكم (فقال : إن هذا الرجل ما رأينا مثله قط، لقد دخلت حروباً منذ نعومة أظافري، انه رجل تجاوز معسكرين لا يتجاوزهما جيوش، ثم قطع خيمة القائد وأخذ فرسه، وتبعه الفرسان منهم ثلاثة، قتل الأول ونعدله عندنا بألف فارس، وقتل الثاني ونعدله بألف، والإثنان أبناء عمي، فتابعته وأنا في صدري الثأر للإثنين اللذين قتلا، ولا أعلم أحداً في فارس في قوتي، فرأيتُ الموت فاستأسرت (أي طلبت الأسر)، فإن كان من عندَكم مثله فلا هزيمة لكم) ثم أسلم ذلك الفارسي بعد هذه الموقعة العظيمة.