مقالات وكتابات


الإثنين - 14 أكتوبر 2019 - الساعة 09:22 م

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب



كشف النقاب الليلة عن مشروع مسودة اتفاق جدة بين الشرعية والانتقالي ، والمسودة على أهميتها من حيث المبدأ إلا أنها لا تخلوا من حقول الألغام المزروعة في ثنايا بنودها الثلاثية ، التي لا يمكن اعتبارها إلا حقنة تخدير سياسي متوسط الأجل والمفعول للأقطاب المشاركة فيها.
ولن أخضع مسودة الاتفاق لجدل معمق وهذا من مهام المراجع القانونية في اليمن المختصة بدراسة ديباجة المسودة وتفنيد ما جاء في بنودها من الالتباس الذي أقرت به المسودة مسبقا وناشدت جميع الأطراف لمناقشتها ، وقد يفتح هذا القصور القانوني بوابة الخلافات بين الفرقاء من جديد وقد يحصل البعض ضالته في التعمد لإفشال الاتفاق لا من حصافة منه ولكنه مدفوع للقيام بالدور المعطل لمشروع الاتفاق لا لبنود مسودته فقط ، وجدلية التعطيل واردة من اللحظة و قابلة للازدياد والاشتعال في أي وقت ، ان لم تخلق ذريعة لبعض القوى الانتهازية في الجنوب على وجه التحديد لتدمير ونسف مشروع الاتفاق من أساسه والقضاء عليه في المهد .
ولا اعتقد بان الجهات المشرعة لمشروع المسودة تجهل حقائق التاريخ السياسي للقيادات اليمنية وخبراتها العميقة و المتراكمة في سرعة نقض الاتفاقات فيما بينهم وسهولة خلقهم لأعذار التنصل منها و حبرها لم يجف بعد ، ناهيك عن مداخل الشيطان التي تركت لهم في مشروع تفاصيل المسودة مما يسهل عليهم الاستعانة به في ضربها والتخلص منها في أسرع .
والإطار العام لمشروع المسودة جاء في قالب انشائي بحت اقرب الى لغة البيانات السياسية لا لا للاتفاقيات القانونية التي تعمل بعقلانية وخبرة على سد ثغرات الدخول لشيطان الخلافات من ثنايا بنودها مما يساعد الفرقاء على الاستعانة بهم لسحب صواعق الألغام منها وتفجيرها واحراقها في غمضة عين وفي وقت واحد .
مشروع المسودة جاء منصف من وجهة واحدة وهي تحجيمها لانقلابي عدن وسحب بساط ادعائه الباطل بأنه الممثل الوحيد لابناء الجنوب ، وماغيرها من الحيثيات قابلة للنقاش وان وضعت بيض المتناقضات الجنوبية في سلة واحدة وتجاهل البعض منهم عن قصد او غير قصد وهذا المستحيل بعينه .