مقالات وكتابات


الأحد - 13 أكتوبر 2019 - الساعة 06:47 م

كُتب بواسطة : علي ناصر محمد - ارشيف الكاتب



ً الذكرى الـ 56 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، والوطن من أقصاه إلى
تطل علينا غدا
وشعباً، يهدد أمن الوطن واستقراره ووحدته أقصاه يشهد حالً من النقسام، حكومة
وسيادته الوطنية. ولم يشهد التاريخ مثل هذا الذي يجري اليوم، قبل ثورة أكتوبر
وبعدها أو قبل الوحدة وبعدها، حيث أصبح اليوم في بلادنا أكثر من رئيس وأكثر من
حكومة وأكثر من جيش وأكثر من قائد والماليين من أبناء شعبنا يدفعون الثمن
و يعيشون تحت خط الفقر.
لقد قامت ثورة أكتوبر لتحرير الجنوب من الإحتلال البريطاني وقدم أبناء شعبنا قوافل
من الشهداء قبل قيامها وبعده. وقبل هذه الثورة شهد الجنوب منذ الإحتلال البريطاني
عام 1839 وحتى قيامها عام 1963 مقاومة وانتفاضات شعبية ضد قوات الاحتلال
البريطاني، وكان أبرزها انتفاضة الربيزي والانتفاضات الشعبية والقبلية في كافة
أنحاء المحميات. وتو جت هذه الانتفاضات بانطلاق الثورة من جبال ردفان الشماء
بقيادة راجح بن غالب لبوزة واستشهاده يوم 14 أكتوبر 1963م، و كانت هذه هي
الشرارة الأولى التي ألهبت الثورة في كل مكان في ردفان وبقية المحميات و بعدها
انتقلت المعركة الى قلب المستعمرة عدن

وبدعم من مصر عبد الناصر الذي قال أن
على الإستعمار البريطاني أن يحمل عصاه ويرحل من عدن.
وكانت جبهة عدن هي قلب وروح الثورة في المعركة مع الإستعمار والانتصار.

ومما له دلالته أن الثوار استطاعوا أن يخوضوا حرب عصابات منظمة وناجحة في مدينة
صغيرة محاصرة بين الجبال والبحر، وقليلة المنافذ ومحاطة بالاسلاك الشائكة وبمعسكرات القوات البريطانية ولكن الثوار كانوا محاطين بدعم وتأييد أبناء عدن
الشرفاء والطيبين. و عمت الثورة إلى جانب جبهة ردفان كافة جبهات القتال في يافع
والضالع والشعيب وحالمين ودثينة والعواذل والفضلي ولحج والصبيحة والحواشب
والمفلحي والعلوي والواحدي وبيحان والعوالق السفلى والعليا وحضرموت والمهرة
والعقارب، حتى تحقق النصر في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م بقيام جمهورية
اليمن الجنوبية الشعبية برئاسة المناضل قحطان محمد الشعبي وتوحيد الجنوب في دولة واحدة قوية ومهابة ليس فيها مكان للثأر والكراهية والطائفية.

المجد والخلود لشهداء الثورة والعمر المديد للمناضلين الذين لايزالون على قيد الحياة
سواء من الجبهة القومية و جبهة التحرير و كل من وقف الى جانبها سياسياً ومعنوياً
من العمال والفلاحين والصحفيين ورجال الدين وغيرهم..

نأمل أن يعم السالم والأمن وطننا وشعبنا وأن يكون هذا العام هو نهاية لهذه الحرب
التي يدفع ثمنها شعبنا ولايستفيد منها إلا تجار الحروب.

وكل عام وشعبنا ووطننا في أمن وسالم واستقرار.