مقالات وكتابات


الأربعاء - 18 سبتمبر 2019 - الساعة 07:44 م

كُتب بواسطة : فتحي بن لزرق - ارشيف الكاتب



قبل سنوات من اليوم تعرفت على قيادي مؤتمري كبير من صنعاء وتوثقت علاقتي به وصرنا "أصدقاء" وبشدة .
كانت له آرائه السياسية الخاصة به فيما يخص "الوحدة" وكانت لي آرائي الخاصة فيما يخص "الانفصال".
كنت انفصاليا متطرفا وكان وحدويا نزقا ولايزال .
ورغم اختلافنا السياسي الكبير إلا ان صداقتنا ظلت كبيرة كخلافنا .
عقب ثورة "2011" خرج كغيره من المؤتمريين من المشهد السياسي بعض الشيء لكنه ظل فاعلا على الساحة .
وحينما اندلعت حرب 2015 كان يتواصل بي ويقول :" سلموا يافتحي الأمور محسومة..
وكنت أرد ضاحكا :" حرمت عليكم ياعدن مثلما حرمت مكة على يهودها..
ونغرق في نقاش طويل..
كان صديقي ولايزال..
كان لكلا منا موقفه، لكن الاحترام والتقدير ظل "باقياً" ..
وعقب إنتهاء الحرب كان دائما مايتصل بي ليسألني عن "عدن" وأحوالها ووضع ناسها وأساله عن صنعاء وأهلها.
وكنت اقول له بلغة مازحة :" تعال "عدن" أنت بحمايتي ..
ومع أحداث ديسمبر 2017 واستشهاد الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" غادر الرجل صنعاء ضمن من غادروا إلى عدن واستقر به الحال بين عدن وعواصم أخرى..
مؤخرا أعلنت إنني غادرت عدن ونشرت صورة لي خارج البلاد مساء أمس..
وبعد ساعات قليلة فوجئت به يطلب رقمي ويتصل بي ..
قال :" انا مسافر عدن .. محتاج أوصل لك شيء لأهلك ..
قالها بلغة مازحة ..
قلت له :" لا تسلم ..
أردف قائلا:" طيب تعال عدن أنت بحمايتي.
قلت له :" من صدق.
قال :" نعم أنت قلتها في 2015 قولا وانا أقولها لك اليوم قولا وفعلا..
فكرت بعرضه هذا ، لكنني تذكرت قائمة طويلة من الأسماء ممن استبسلوا في الدفاع عن عدن بحرب 2015 ، وددت ان اسأله عن نايف البكري - سليمان الزامكي -ابو مشعل - أيمن عسكر - هاني اليزيدي - ناصر العنبوري - وناصر عباد - أنيس العولي - عبدالله الصبيحي -امجد خالد- الخضر العبد- مهران القباطي -بجاش الاغبري- عبدالرحيم العولقي -اديب العيسي - حسن باعوم والقائمة تطول وتطول وتطول .
وددت ان اسأل صديقي هذا ان كان يملك قدرة توفير الحماية لكل هؤلاء لكنني خجلت ان يكتب التاريخ اغرب طلب من نوعه في فصوله كلها..
قلت له :" سلم لي على "عدن" واهلها ، وابلغها تحية حارة ممن استبسلوا في الدفاع عن اهلها في 2015 .
فتحي بن لزرق
18 سبتمبر 2019