الثلاثاء - 17 سبتمبر 2019 - الساعة 04:13 م
المتابع لما يجري في وطننا اليمني الكبير وتحديداً في المحافظات الجنوبية من فوضى عارمة وإنقلاب للموازين ، ومايحدث من احتراب واقتتال وتناحر وسفك للدماء بين ابناء الوطن الواحد يصاب بالإحباط واليأس والتذمر ، ويتملكه الحزن والالم لما يراه امامه من مجازر وإراقة الدماء وانتهاك الحرمات في ظل غياب (يبعث على الغلق) للغة العقل التي اختفت تماماً وسط هدير المدافع والمدرعات التي تمدنا بها الامارات والسعودية...!
مايحدث اليوم من مجازر ومذابح بين اخوة الدم والعقيدة والوطن الواحد ومانراه من مشاهد وروائح الدم تتنافى كلياً مع انسانيتنا واخلاقنا ومبادئنا واخوتنا وتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف..!
فتقاتلنا وتناحرنا لن يفضي إلا الى مزيداً من سفك الدماء والفرقة وتشتيت الشمل والكلمة الذي سيوصلنا حتماً الى ضياع الوطن..
ولن يكون هناك منتصر ولامهزوم..!
علينا ان نقرأ مايحدث من منظور الحقيقة الواضحة امامنا بعيداً عن العواطف والتوجهات وبعيداً عن التبعية والاملاءات...!
الواقع والحقيقة هي ان النظام السعودي يدفع ويدعم بتعزيزات عسكرية ضخمة لقوات الشرعية..
الشرعية التي سلبت ارادتها ولم يتبقى منها إلا الاسم...!!
وكذلك النظام الإماراتي يدفع بكل مااوتي من مال وقوة لتعزيز جبهة المجلس الانتقالي الذي ليس له قرار هو الآخر وينفذ مايملى عليه من الداعم...!
هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع الذي لايجب ان نتهرب منه..
وامام هذا المشهد المخيف والمرعب والذي يتمثل بالدعم الحربي السعودي والاماراتي لكلى الطرفين(الشرعية والانتقالي) يؤكد بما لايدع مجالاً للشك بان السعودية والامارات لاتريدان خيراً لليمن وحتى نوضح الصورة والمشهد اكثر فهاتين الدولتين تريدان من خلال تحشيداتهما العسكرية الضاربة لابناء الجنوب (تحديداً) الهلاك والدمار والضياع والانهيار الكامل لما تبقى من روابط اخوية بين ابناء المحافظات الجنوبية..!
فان كانت السعودية ومعها الامارات حريصتان على ارواح ابناء الجنوب فالامر بايديهما ولاتزالا تمسكان بزمام المبادرة وفرض الحلول السلمية على الارض..
فالتحشيد والتحشيد المضاد للاليات والمدرعات العسكرية الاماراتية السعودية لن تجلب للجنوبيين إلا الويل وعظائم الامور..
ومن خلال مواقف السعودية والامارات ودعمهما العسكري (السخي) يتضح لكل عاقل لبيب بانهما لاتريدان للجنوبيين إلا ان يفتك بعضهما ببعض لتسيل الدماء الطاهرة وتغرق المحافظات الجنوبية وتحديداً عدن وابين في بحر هذه الدماء التي اراد لها الاشقاء في السعودية والامارات ان تسفك مع سبق الاصرار والترصد والتحشيد والدعم غير المسبوق..
وتحولت معركة استعادة الشرعية ومحاربة الحوثي الى التحشيد والنفخ في الكير لاشعال لهيب المواجهات التي لن تبقي ولن تذر بين ابناء الجنوب..
فلماذا لايتدخل العقلاء واولي الالباب وذوي الرأي السديد في هذا الوطن الممزق والمثخن بالجراح ليرفعوا صوت العقل عالياً لعله يستطيع إيقاف هذا التأجيج الاماراتي السعودي ...؟
ولعل هذا الصوت العقلاني ينتصر على آلة الدمار وريال ودرهم الخراب الآتي الينا من خلف الحدود..!
ادعوا العقلاء واهل الرأي والمشورة في وطننا اليمني الكبير الذي قال عنه رسولنا عليه الصلاة والسلام:
(الايمان يمان والحكمة يمانية) ليكون لصوت العقل والحكمة مكاناً مؤثراً ومسموعاً يطغى على ازيز المدافع والمدرعات الاماراتية السعودية..؟
ولماذا لايجلس ابناء الجنوب على طاولة الحوار والتشاور لعلهم يصلون لحلول تحقن الدماء وتساهم في ايقاف هذه المجازر الرهيبة التي خطط ودبر لها بليل اماراتي سعودي والتي لايزال الاشقاء في الامارات والسعودية يسعرون لهيبها لتحرق الاخضر واليابس ، ولتحول الجنوب لساحة حرب لن تبقي ولن تذر وبالتالي لمقبرة جماعية للجنوبيين..؟؟
لايزال في الوقت متسع ايها العقلاء لايقاف هذه المجازر الرهيبة فتحركوا قبل فوات الاوان.
✍منصورالعلهي
17 سبتمبر2019
