مقالات وكتابات


الثلاثاء - 05 يونيو 2018 - الساعة 01:54 ص

كُتب بواسطة : أ. صالح القطوي - ارشيف الكاتب


المتابع لمحمد الأضرعي من خلال أعماله المتلفزة - يقرأ في وجهه, وصوته, وفكره ملامح الفنان المبدع, لكنه وجد نفسه مقيدا" بزمن التمغنط السياسي والإعلامي.

فمن (نهبوا, سرقوا كل شيئ), إلى قوله: (ما عاد نظام يمشي ولا قانون), ومن (يا ذي تبون الخميني) إلى (بالله عليك وامسافر لا لقيت المعاش)
دلالة على ازدواجية الوضع والمعيار الفني له مقاصد ظاهرة ومبطنة, توحي بشيئ وتتناقض مع أشياء كثيرة.
والفن رسالة اجتماعية بالدرجة الأولى مؤثرة, وليست مجرد قول تتحكم به السلطة على أساس إقناع المجتمع بما يحدث له اليوم سببه الفكر الضال وسوء استخدام السلطة, ومن نتائجه الفقر والجهل, العنف والقتل, والإرهاب الحرب.
بالنسبة للأضرعي لم تعد كذلك فحسب, لأنه قد وجد نفسه - بعد متغيرات الأحداث في اليمن محاطا" بالسلطات, وموجها" بين عدة بوصلات, ولا بد من السير نحو كل واحدة منها:
- استجابته لرغبات أعضاء الحكومة سياسيا واسترضاء لسياستهم في الخارج
- تمثيل نمط سياسي حزبي لدغدغة مشاعر الناس في الداخل قسريا لأن الحزبية لا تمثل الفنان أو الشعب, بقدر ما تمثل قناة أو حزب.
- تحاشي بعض المواقف لأنها قد ثؤثر أو تسيئ إلى جهة ما - جهويا أو سياسيا, عسكريا أو أمنيا, معيشيا أو فكريا, على حساب الوطن نفسه.
- تشخيص أهداف السياسة الخارجية, التي من أجلها قامت الحرب - وتلبية لها - ممثلة بدحر إيران وقطع أذرعها الانقلابية - الحوثية: بفكرها المريض, العفاشية: بلآلاتها العسكرية الموهومة, القبيلة: حليفة الضعف والقوة والمصالح المادية.
- انتقاد الداخل اليمني لامتصاص غضب الشعب كأسلوب حث للحكومة والإيحاء بمعاناة الناس لعجزها عن تلبية احتياجاته الشعبة.
فهل نحج الأضرعي في أداء تلك الأدوار أو أنه وجد نفسه حبيس تلك البوصلات ومعزولا في فندق يمثل فيه كل حلقاته, وهي خلاصة اجتهاداته الثلاثية الأشخاص ... في معظم حلقاته.
في الوقت الذي تخلى عنه أصحاب الفكر الراقي لوضع آلية العمل والإعداد له من عدة نواحي: المادة العلمية - كمرجعيات له بالفكر الشيعي, والأدبية - كالشعرء الشعبيين لمحاكاة الواقع وعلى فق الأغنية اليمنية, والفنية - التي تخرج العمل بصورة سليمة ومتكاملة, وتكسبه تألقا" وقبولا من وجهة نظر المتلقي كاختيار شخصيات تلائم كل حدث أو حلقة.
لأن الافتاء الشيعي من قبل ملالي التشيع والتنطع الإيراني بحاجة إلى طرح منطقي بأسلوب مقنع فنيا, كذلك نقل مناخ الأغنية الشعبية, لا بد من اصطياد الفكرة التي تناسب قالب أغنية دون أخرى, ومثل ذلك الأمور الفنية.
المحزن أن الكر والفر عبر وسائل الإعلام للشرعية وحليفتها الآلة الإعلامية اليمنية والخليجية, بينما الجنوب وشعبه لا حسيس لهم لا امتا, وقد أثقل كاهله بحمل هم غيره في حفظ الأمن جنوبا, وسد ثغرات الشرعية شمالا, وتلبية لرغبات الحلفاء في سد أهم ثغرات الحرب, ألا وهي جبهة الساحل الغربي, التي, حضيت بدعم كبير من شرعية اليمن على حساب مصير مجهول, تدفع ثماره دماء الجرحى وأرواح الشهداء, بينما مطاوعة البلسنة تمثل أدوارها بالألسنة.
✍🏼 كتب: صالح القطوي
➖➖➖➖➖➖➖➖