مقالات وكتابات


الجمعة - 30 أغسطس 2019 - الساعة 04:33 م

كُتب بواسطة : أنيس البارق - ارشيف الكاتب


مرة أخرى،،

تبرير لجوء الانتقالي إلى السلاح لفرض رأي بالقوة، سيشجع أطرافاً جنوبية أخرى إلى انتهاج العنف المضاد، وبالتالي انزلاق البلد إلى وضع أخطر مما هي عليه الآن.

مخطئ من يعتقد أنه لا توجد دول عربية أو إقليمية متربصة، ومستعدة لتمويل أطراف أو فصائل جنوبية أخرى بمواجهة الانتقالي، وربما بسخاء أكبر، وأعتقد أننا نتفق جميعاً على أن الجنوبيين بطبيعتهم صداميين، وليسوا مهادنين مثل الإخوة في الشمال، الذين ارتضوا بحكم الحوثي ولا يفكرون بمقاومته.

قبل أيام قال أنصار الانتقالي إن انسحاباتهم كانت انسحابات تكتيكية لكشف الخلايا النائمة وإخراجها من الجحور ثم الإجهاز عليها، وهذا التكتيك نفسه قد تلجأ إليه أطراف أخرى، فالرد على الانتقالي قد لا يكون بالضرورة من الجيش الرسمي المهدد بالقصف جواً، وإنما عبر فصائل جنوبية موجودة أو سوف يتم خلقها لخوض حرب عصابات ضد قوات الانتقالي المنتشرة علناً والتي ستكون في وضع الجيش الرسمي، ومن المعروف أن الجيوش الرسمية تخفق دائماً في حروب العصابات.

حملات الدهم والاعتقالات التي نفذتها التشكيلات العسكرية التابعة للانتقالي ضد عناصر من حزب الإصلاح هي استباق لهذه المرحلة المتوقعة، لكن المسألة أكبر بكثير من مجرد حزب صغير محصور ومحارب.

العنف لا يؤدي سوى إلى عنف مثله، وهذا شيء لا يتمناه عاقل، فالقاتل والمقتول حينها هما إخوة وأقارب لنا جميعاً، ولهذا فإن الحل دائماً هو الاعتراف بالآخر، والحوار، أما الشمولية فقد جربناها ورأينا نتائجها، وما زمن عفاش ببعيد.