مقالات وكتابات


السبت - 02 يونيو 2018 - الساعة 03:10 م

كُتب بواسطة : أ. صالح القطوي - ارشيف الكاتب


تساءلت بعض المواقع والأقلام: ما الذي سيأتي به الميسري من زيارته لأبوظبي.؟, ظنا منها أنه سيأتي بسحري هاروت وماروت, وحالنا في الداخل أصلا لا يبشر بخير.
ومن هذا المنطلق نقول - مع احترامنا لشخص الميسري والقراء - لن تأتي زيارته لأبوظبي بجديد, وربما (عاد بخفي حنين), لعدة عوامل وأسباب, منها: الوضع الداخلي الهش.
والخطة الأمنية الخاصة بدول التحالف العربي, التي أوكلت أصلا إلى دولة الإمارات والمقاومة الجنوبية, وهي الكفيل الأحق والحليف الأقوى بتأمين الجنوب - الأرض والإنسان.
الميسري كوزير للداخلية كخلفه السابق بن عرب لم ينجح حتى في تفعيل مؤسسات الشرطة ومراكزها في المحافظات الجنوبية, والدليل ما حصل بالأمس في الضالع, بل أنه لا يستطيع القبض على بلاطجة الفساد, وربما غض الطرف عنهم وعمن يمول تلك الأطراف, لأعذار واهية.
الفرق بينه وسابقه - عرب, أنه قبل بنعيق الإعلام الاخونجي البلسني لتلميعه كوزير ونائب - يتمتع بصلاحيات عظيمة, لإيهام الشارع الجنوبي بأن له مخالب وأنياب, وصاحب منجزات... كما تشير تلك الأخبار في مقالاتها اليومية.
وفي الحقيقة سيعود (بخفي حنين) من زيارته, لأن الشرعية مخترقة بشلة فاسدة, لا ثقة لها, وليس لها هم ولا عمل سوى مهاجمة الشريك الإماراتي لتحل محله, وتسعى في الأرض, (لتهلك الحرث والنسل), وتفشل كل ما أنجزته المقاومة ودول التحالف العربي بشرعية العقلاء في اليمن - تلافيا لخطورة المشهد في ظل التدخل الإيراني السافر.
الميسري ربما سيحصل على دعم لوجستي كي يتعلم في الإمارات ومنها بعض الخبرات الأمنية, وهذا ليس عيبا", وربما سيعود ببعض الوعود, التي تشكل اختبارا له, ومدى قدرته على كتم أسرار الدولة والتعامل معها أطول فترة ممكنة, بعيدا عن لغة التهديد والتشهير.
أما وقد صالت وسائله الإعلامية وجالت, وكالت للإمارات من التهم ما ذكرته تلك المواقع - على اختلاف مشاربها - فلن يأتي الميسري بجديد, لأن الإمارات والمملكة تعيا تلك الأقاويل, وهما على شراكة واحدة من ملفات اليمن - الأمنية وغير الأمنية, والداعمان الأساسيان لكل إشكاليات اليمن الداخلية والخارجية على حد سواء.
وهما تقفان على مسافة واحدة من كل القضايا والأهداف, مع فوارق طفيفة لها أبعادها في تحريك وتسريع تلك الملفات أو توجيهها الوجهة المرجوة, بتوافق مع شرعية الرئيس/ هادي نفسه - فقط.
فكيف تسلم الإمارات ملفاتها الأمنية في الجنوب وهي - بزعم البلاسنة - أنها دولة احتلال, ولا ترى في صنعاء والانقلاب الحوثي غضاضة.
في الوقت الذي تعاني فيه جبهات نهم وصرواح ومأرب وتعز والحديدة من الهشاشة ما لا يطمئن الرئيس/ عبدربه منصور هادي ومرجعياته ذات العقل والمنطق السليم, وإن أعطته شرعيته المستمدة من الشمال تشكيل حكومته بشخصيات جنوبية على حساب الجنوب نفسه, لضرب الإرادة الشعبية الجنوبية بهم, للحيلولة عن تحقيق مطالبها.
وأظن أن المقاومة الجنوبية أكثر عناصر المشهد السياسي والميداني انسجاما مع رؤى التحالف العربي ممثلا بدولتي المملكة والإمارات في مواجهة الانقلابيين وقطع دابر الإرهاب وتطلاعاته.
ولا ننسى أن من عيوب الميسري أنه جعل من نفسه وزيرا على عدن تاركا لوسائل الإعلام حريتها في مهاجمة الإمارات وتناسى أن مطالبها بخروج الإمارات له عواقب وخيمة على التحالف العربي نفسه.
وترك لها كذلك مهاجمة أهم أفراد جهازه الأمني - علنا, مستهينا" بأرواح شهداء المقاومة ودمائهم - برغم البصمات التي حققها الرجل وجنوده في دحر أوكار الإرهاب وبؤره الملتهبة, واستعاد للأمن هيبته, وأعاد إلى القلوب محبته.
وبسبب آلة الإعلام وهالتها وتأثيرها في شخص الميسري جعلته يذهب ليعرض نفسه ليخطب ود الإمارات مع مزيد من التنازلات كبديل لحزامها الأمني المشترك تحت رعاية قادة المقاومة الجنوبية, صاحبة الإرادة الشعبية في تقرير المصير بفك الارتباط أو الاستقلال.
وهنا نتساءل: هل نسي الميسري نفسه أنه وزير لدولة يفترض أن تكون متكاملة أي لأكثر من عشرين محافظة في اليمن, وليس عدن ومبنى مجلسها الجنوبي, وهو مؤشر ثقة الأشقاء به، برغم الخلافات التي تكمن في التفاصيل لا في القضايا الجوهرية, التي تضمن الوحدة من عدمها, وفق ما تقررها المخرجات الثلاثة, أو الاستفتاء الشعبي لأبناء الجنوب بحسب نضوج الظروف الملائمة لتلك الآليات.
-----------------------------