مقالات وكتابات


السبت - 02 يونيو 2018 - الساعة 03:08 م

كُتب بواسطة : أ. صالح القطوي - ارشيف الكاتب


بناء على أحداث الضالع الأخيرة, التي جاءت متزامنة مع زيارة وزير الداخلية اليمني/ أحمد الميسري لدولة الإمارات العربية المتحدة.
جاءت ردود الأفعال بحجم الحدث، والمعاناة التي تولدت عنها تلك الردود، فكانت على قدر كبير من المسؤولية وقابليتها لتفهم ما حدث للضالع من عنف وقتل لفتية المقاومة والحزام الأمني المرابط على بوابة معسكر عبود والنقاط الرئيسة في المدينة وضواحيها من قبل قيادات مناضلة لكنها ضلت طريقها, فتجاوزت القوانين والأعراف, فامتدت يدها بأسلوب غادر لتنال من شباب لا حول لهم ولا قوة في كل ما حدث.
الإشكالية أن كل الآراء والحلول التي أدلى بها الشباب والمثقفون من أبناء الضالع وخارجها - تعول على دور المحافظ والعقال في المدينة - متناسين ما تعرض له المحافظ السابق الأستاذ/ فضل الجعدي وأهله من محاولات اغتيال بدم بارد, وليس دم الشهيد/ عبدالله أحمد حسن عنهم ببعيد.
بل ما هو أبعد من ذلك بقاء السلاح الثقيل والمتوسط بيد أشخاص تناسوا أهدافهم الكبيرة والنبيلة بعد انتصار الضالع 2015/5/25م على قوى الشر والانقلاب حتى هذه اللحظة, وتمسكوا بأسلحتهم ورؤاهم الضيقة لأكثر من ثلاث سنوات, دون أن يعيدوا حساباتهم فيما هم عليه من جباية يسيئ للضالع ولرجالها وتاريخها الناصع بين الأمم.
وإلى اللحظة لم نسمع لا من محافظ الضالع ولا من وجهاء الضالع من يدعو إلى توحيد الصف قولا وفعلا, وكأن وراء صمتهم ما يسرهم, طالما الكرة في شباك غيرهم, وينتظرون من يلقي بها تحت أقدامهم, ويحسبون أنهم يحسنون صنعا, وأنهم هم الحاكمونوالبقايا من رعاعهم.
ولولا قوة صوت الحراك الجنوبي المتشدد - ممثلا بمجلسه الانتقالي, المؤيد شعبيا بصوت شباب المقاومة والمجتمع المدني, مع إيمانهم المطلق بأداء الحزام الأمني ولا أحد سواه, وهذا يغيض الشريحة العليا من المجتمع المحافظة على ولاءاتها الماضوية, ونسوا أن الله يداول تلك الأيام بين الناس, وهم - وإن كانوا يناصرون الحراك علنا- مذبذين لا من هؤلاء ولا من هؤلاء - ظنا منهم أن فيهم فقط من سيرأس السلطة والمجتمع.
وهناك من يلتمس العذر لتلك العصابة, لأنهم همشوا, ولم تعر الدولة لهم ولا قيادة المجلس الانتقائي أي اهتمام, بل تركت لهم الحبل على غاربه, في الوقت الذي يعاني فيه قائدها وجماعته من حرمانهم - لأي وظائف أو ترقيم يضمن لها العيش الاجتماعي الكريم, ويحفظ لها ماء الوجه بين الناس.
هناك من يرى أن التآلف الاجتماعي ممزق وشبه موجود, ويدعو إلى التآلف المجتمعي بين قرى ومدن الضالع, وبدون ذلك لن تنتهي الفروقات القروية ومظاهرها المسلحة.
وهناك من يوجه أصابع الاتهام إلى أسماء لا تنتسب إلى الضالع وأهلها, وإن كانت من سكانها, لأنها تعود بجذورها إلى مناطق شمالية منذ وقت قريب, وهي سبب إثارة هذه القلاقل والنعرات بدعم مباشر وغير مباشر من جهات مغرضة لها نواياها الخبيثة.
هناك خطاب آخر عاطفي - خطاب البسطاء - ويدعو للقبول بالآخر، وهذا شيئ طيب, إنما من يفهمك?, إلى درجة أنه يترحم على الصالحين, لكنك لا تجد من يرحمك.
هناك خطاب ديني يدعو للمحبة والألفة والسلام, في زمن ساد فيه النفاق والدجل والانتقام, وتجذرت في أهوائه سبل التحزب والتلحي بالحرام.
وهناك خطاب فيه روعونة وانفصام, وتدليس على العباد والأنام, وتزكمك أحاديثه - نكاية - أشد من زكام, وقد تعود على ارتزاق المانحين لزرع الإنقسام, "ضع السقاية في رحله, وأذن مؤذن أيها العير إنكم لسارقون" للسلام.
وخلاصة القول نسمع الدف يضرب ناقوسه وترقص على نغماته وزارة الإعلام, لا أمن يا وزارة الأمن ولا أمان ومولاها غادر الوطن زيارة تمنحه الضمان, وأضاع العدل مكانه حين حكموا بقتل سفاح مجرم, بينما القاتلون لشبابنا وعلماء السنة يحكمون النظام, عجبا" لنا، أفي أرضنا ينتهك الظلام?, لا, لا فرق بين ثريا وانسجام, ولكم سيدي نرفع محبتنا ونكن الاحترام.

بقلم: أ/ صالح القطوي
➖➖➖➖➖➖➖➖