مقالات وكتابات


الثلاثاء - 20 أغسطس 2019 - الساعة 05:18 م

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب


دخل التحالف الحرب في اليمن وعين كل دولة على مصالحها بكل تأكيد ، وأن تطلب منهم إعطاء الأولوية المطلقة على تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمشاركة فيها وهي تأمين اليمن وحمايتها من الاطماع الايرانية فيها وفي المنطقة العربية برمتها ، لكن هناك تراجع واضح في هذه الأهداف وكأنما جرت عملية تفريغ مبكرة لها من مضامينها الأساسية ، وانحراف بوصلتها باتجاه مضر بالحرب في اليمن وحاضرها ومستقبلها .
وهناك توجه ملحوظ لتخلي عن شرعية الدولة التي اقيمت الحرب من أجل الانتصار لها وهزيمة مشروع الانقلاب الأول عليها في صنعاء ، والاجهاز على البقية الباقية منها بدعم الشقيقة الصغرى للانقلاب الثاني عليها في عدن ، مع ضبابية موقف قيادة التحالف من هذا الانقلاب الجديد والذي يظهر حجم الخذلان الكبير الذي منيت به الشرعية هذه المرة ووضعها عن قصد او بدون قصد في موقف لا يحسد عليه وحشرها في زاوية ضيقة لا تقوى على الحركة منها ، بعد تبخر وعود الرياض بعودة الأمور إلى ما كانت عليه في العاصمة المؤقتة عدن وغض طرفها عن هرولة انقلاب الإمارات الذي وصل اليوم إلى عاصمة الاحرار والثوار مدينة زنجبار أبين ومحاولة الانقضاض عليها من الأرض والسماء ، وهي بادرة تمثل خروج سافر عن اهداف مشاركة دول دعم تحالف الشرعية في اليمن .
قد يصاحب الحروب المتعددة الأذرع ارتكاب بعض الأخطاء الحربية التي يمكن تسجيلها في إطار جرائم الحرب ، لكن مساهمة قوى فعالة فيها على إسقاط شرعية الدولة التي جاءت من أجل الدفاع عنها أمر غير مقبول وغير قابل للنقاش الا من باب الإقرار بخيانتها المؤسفة لها ومحاولة القضاء عليها كالذي حصل في عدن ، وان كانت تجهل بانها تعمل بهذه الخطوة لصالح الانقلاب الأول على الشرعية في صنعاء وإعطائه بعدا واستحقاقا شرعيا وقانونيا على صحن من ذهب ظل يبحث عنه خلال الفترة الماضية من الحرب .
وتقديرات مواقف دول دعم الشرعية من انقلاب عدن مازالت محكومة بالغموض الشديد ولم يطرأ عليها اي جديد على الارض حتى اللحظة ، في ظل توارد الأنباء عن ضرب طيرانها اليوم الثلاثاء ومشاركتها في قصف معسكرات تابعة للشرعية بمحافظة أبين ، وهذه السابقة لوحدها تعطي موشرات مخيفة على طبيعة الاختلالات الجسيمة لقوات التحالف وانحراف بوصلتها في الاونة الاخيرة وبصورة توحي بقرب انحسار مشاركتها في حرب اليمن أو نتكاستها فيها وخروجها منها بخسران مبين .