مقالات وكتابات


الثلاثاء - 20 أغسطس 2019 - الساعة 10:23 ص

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب



حجم التداولات الكبيرة للخبر الرئاسي الاول والصادر الليلة الاثنين يعكس تمسك الغالبية من أبناء اليمن بشرعية الدولة التي يمثلها الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي ، باعتبارها الرافعة الوطنية لخروج اليمن من براثن الانقلابات فيها شمالا وجنوبا ، والبعض يذهب في أهميتها إلى أبعد من ذلك ويصفها بالقشة المنقذة لليمن من الغرق في بحور الانقسام والشتات .
الخبر الرئاسي إحياء آمال وتطلعات كادت ان تموت في نفوسنا ، التي أعياها طول الانتظار والصمت المريب لرأس الدولة على مجريات الأحداث الاخيرة التي شهدتها عدن مؤخرا ، وان كنا على دراية بأن الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الشرعية وقياداتها العليا ، بحكم الوضع الذي تعيش وتكبيلها بصنائع المعروف لتحالف دعمهما وبالذات من الشقيقة الكبرى .
اذا الخبر الرئاسي الليلة كان بمثابة دواء لما أصاب الصدور من الغبن وان يات متاخرا افضل من لا يات .
ادارة الحرب ربما ازعجها الخبر الرئاسي وعملت على اطلاق صاروخ اخباري من العيار الثقيل يحمل من الالتباس في ثناياه مايحتاج لمراجع قانونية ونفسة لتعامل معه ، وان كان الهدف منه في الأول والأخير هو التشويه على الرسائل القوية التي حملها الخبر والتشكيك فيها وفي قدراتها على امكانية احتواء اضرار انقلاب عدن على اليمن برمتها وحاضر ومستقبل التسوية السياسية فيها .
وسبق لي أن أوضحت في مقال سابق بأن ادارة الحرب عملت على تحديد آفاق المرحلة الثانية من حرب اليمن وجعلتها اعلامية بامتياز وجندت لذلك امهات وسائل الاعلام الدولي لتحقيق أهدافها الخفية من الحرب وان كانت بصورة توحي لشرعنة الانقلاب في صنعاء وعدن وعلى حد سوى ، وفي مسار مخيف لهذه التوجهات المدعومة من قوى الحرب الخفية التي تريد ضرب عدة رؤوس بحرب اليمن .
وتوافق الخبر الرئاسي ومحاولة ضربه بخبر الوكالة الدولية (رويترز ) يؤكد حقيقية كل المخاوف التي أوردتها في مقالي السابق ، واعتماد منهجية الصدمات الإخبارية حتى في معالجة قضايانا واوضاعنا الداخلية ، وأدخلنا في حروب إعلامية قد تصيبنا بالدوار وفقدان الثقة أو اهتزازها في معظم الأوساط التي لا تعي خطورة الحروب الإعلامية وتأثيراتها المدمرة للكيانات والمجتمع ، وهذين الآخرين عليهم معرفة مخاطر وابعاد ايديولوجيا الحرب الإعلامية والاستعداد لمواجهتها من الان وصاعدا مع ضرورة تخلي وسائل الاعلام الرسمية عن طابع الرسالة الاعلامية التقليدية وتمكينها من اخذ مواقع متقدمة في صناعة الاخبار واعادة صياغة الجبهات الاعلامية في مختلف المواقع و من اول وجديد وتسليحها بخطاب مهني يعرف كيف تفكيك خفايا رسائل مطابخ الإعلام الدولي والعمل على مستواها من المهارة والتقنية ، وأن لا يترك ثغرة للتعامل مع المجهول منها ، مع تطعيمها بالخبرات النفسية والامنية و تجديد مقاصدها في الخطاب .
وقد تكون المعاناة شديدة وقاسية على صناع رسالتنا الاعلامية في ظل الأوضاع المأزومة التي تعمل فيها ، لكن إضفاء طابع المهنية وشفافية التعاطي مع الملفات المتطايرة في الفضاء الإعلامي المفتوح وبلغة خبرية صادقة كفيلة بالرد الإعلامي المطلوب على رسائل الإعلام الدولي التي عادة ما تكون مفضوحة وذو نكهة اخبارية غير مستساغة من المجتمع المحلي والعربي والدولي لأنها تعتمد على الزيف المصنوع في تداولاتها مما يجعلها عرضة لعدم المصداقية وبالتالي وضعها في دائرة الشك الجماهيري الواسع في مختلف الأوساط .
وعلى وسائل الإعلام الوطنية ان تعرف بان سلاحها في هذه المعركة هو التعبير عن الحق المطلق لقرابة خمسة وعشرين مليون من أبناء اليمن ، أن تمكنت من الجهر والصدح به وبأي لغة كانت لكنها كفيلة باسماعه لمن به صمم في كل بقعة من بقاع العالم . وان لا تعير اهمية للغبار الذي عادة ما تثيره طواحين هواء الإعلام الدولي الموجه .