مقالات وكتابات


السبت - 02 يونيو 2018 - الساعة 12:55 ص

كُتب بواسطة : محمد علي الطويل - ارشيف الكاتب


في هذا الطرح سأكون اكثر وضوح وواقعية فيما توصلت اليه قناعتي بتقديري الشخصي ووجهة نظري الشخصية المتواضعة

كنت كغيري من الكثيرين الذين انخرطوا في الثورة الجنوبية السلمية ( الحراك الجنوبي ) وتغنينا بالتحرير والاستقلال للجنوب هدف لاتراجع عنه

لكن بعد العام 2015م الذي غير الواقع السياسي واستبدله بواقع آخر اندلعت الحرب وانتصر الجنوبيون واستطاعوا تحرير رقعتهم الجغرافية الجنوبية باستثناء بعض المناطق الجنوبية الحدودية

تفاءلت بالخير عقب تلك الملحمة التاريخية وذهبت لمتابعة الامور في المناطق المحررة الجنوبية ابتداء من اواخر العام 2015م الى يومنا هذا وكانت الصدمات تتسابق جراء السلبيات التي مارسها البعض من الجنوبيون بينما كنت متوقعاً بان يتلاحم الجنوبيين خاصة بعد تضحياتهم في خندق نضالي واحد ( الدفاع عن الدين والعرض والارض ) وان يجعلوا من انفسهم امر واقع يمكنهم من مطالبهم على الجميع محلياً واقليمياً وعالمياً

لكن مع الاسف الشديد ذهب الكثير من القيادات الجنوبية يلهثون وراء المصالح الشخصية المناصب والمال والنفوذ وتركوا الحلم الجنوبي وراءهم ونال البعض منهم مراده ومارس الاغصاء والتهميش لاخيه الآخر ولم يحتكموا للشراكة الوطنية التي هي اساس النجاح وغيرها مجرد عبث بكل المقاييس

وكال البعض منهم التهم للبعض الآخر ووزعت صكوك التخوين هنا وهناك وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي اشد انواع القذف والسب نتيجة اختلاف وجهات النظر التي كان من المفترض ان تحترم

والاشتباكات المسلحة في شهدتها العاصمة عدن وخلفت ضحايا بين قتلى وجرحى دون تحقيق اي شيء

كل ذلك ساهم بشكل كبير في زيادة شرخ النسيج الاجتماعي الجنوبي اضافة الى الاختلافات السياسية التي مازالت سائدة ويزداد تباعد الفرقاء يوم بعد الآخر نتيجة عدم التوافق السياسي والاتفاق على رؤية واحدة

 

كل ذلك اصابني بخيبة امل واجبرني على التراجع حرصاً على الجنوب والجنوبيين وادركت تماماً بان عين الصواب هي فكرة اقامة الدولة الاتحادية من اقليمين اقليم جنوبي وآخر شمالي بحدودهما عام 1990م وبعد مرور خمس سنوات استفتاء شعبي للجنوبيين يقررون مصيرهم هو الحل الامثل والانسب 

 

دعونا واقعيين وبلاش نكذب على انفسنا فالواقع كشف لنا ماكنا نجهله  رغم اننا تجاهلنا الكثير من الامور وكنا نظن بان يتم تصحيحها لكن دون جدوى فما شهدته عدن خلال الثلاثة اعوام الماضية لم تشهده في عشرات السنين

فكيف للجنوبيين المختلفين على قيادة ثورة الاتفاق على بناء دولة ؟ طالما تشهد الثورة اختلافات وتباعد اكثر من التقارب وتهميش واغصاء ونهب وكل انواع الظلم   هذا حالنا اليوم  ونحن لم  نتمكن من الدولة  فكيف سيكون حالنا غداً

ولو افترضنا تحقق الاستقلال بشكل وطريقة مباشرة برايي بان ذلك الاستقلال سيتسبب بصراع جنوبي جنوبي داخلي كون اجواء القوى الوطنية الجنوبية مكهربة ولايمكن ازالة الخطر إلا بشراكة الجميع وحينها لن تقوم لنا قائمة وخذوا من التجارب فوائد.