مقالات وكتابات


الأحد - 18 أغسطس 2019 - الساعة 03:40 م

كُتب بواسطة : حسين أمين - ارشيف الكاتب




في الأيام الماضية الجميع شاهد الأحداث التي حصلت في العاصمة عدن بدأ بقتل ابو اليمامه رحمة الله عليه وانتهاء بالصراع الذي ظل أربعة أيام متواصله، حيث شهدت عدن في الأربعة الأيام رعب وخوف وقلق وقتل ودمار لم يكون أحد يتوقعة، أربعة أيام راح ضحيتها خمسون قتيل ومائتان وستون جريح من المدنيين وأطراف القتال، أربعة أيام دامية لم تعيشها عدن من قبل، وقتال بمختلف أنواع الأسلحة، وبعد كل هذا سيطر المجلس الانتقالي على جميع المواقع العسكرية والوزارات والمنازل التي تتبع الحكومة الشرعية.

خلال هذه الأربعة الايام اكتشف الجميع حقائق لم نكن نتصورها وعرف الناس والمجتمع في عدن عن أمور لم يتوقعها وكل شخص كان ينظر إلى هذه الأربعة الايام من زاوية محدده، وانقسم الناس في الداخل والخارج إلى ثلاثة أقسام منهم المؤيد الانتقالي ومنهم مؤيد الشرعية ومنهم المحايد الذي يتفرج بصمت وينتظر النتائج.

إستطاع الانتقالي السيطرة على الأرض خلال أربعة أيام والجميع يعلم عدم توازن القوى بين طرفي القتال، بعد هذه السيطرة تدور في عقول الكثير اسئلة لا أحد يستطيع الإجابة عليها :

لماذا خاض الانتقالي هذه المعركة !!؟

ماهي مطالب الانتقالي بعد السيطرة على عدن !!؟

ماهي الوسائل البديلة التي سيقوم بها حين توقف العمل في جميع الوزارات والمؤسسات والمرافق الحكومية !!؟

ماذا سيفعل الانتقالي لو رفضت الحكومة القيام بواجبها في عدن !!؟

هل سيقوم الانتقالي بتغطية الفراغ الذي كانت تقوم بها الحكومة !!؟

هل سيقوم الانتقالي بصرف رواتب جميع الموظفين العسكريين والمدنيين الذي كانوا يتلقون مرتباتهم من الحكومة الشرعية !!؟

هل يستطيع الانتقالي توفير الخدمات الأساسية للمواطنين في عدن !!؟

هل سيخضع الانتقالي لضغط دول التحالف بتسليم عدن قبل عقد اي جلسة حوار !!؟

في حالة رفض الانتقالي التسليم هل التحالف سيتعامل معهم بصفة الانقلاب !!؟

لو تعامل التحالف مع الانتقالي بصفة الانقلاب ماذا سيفعل الانتقالي !!؟

وهل كل ما يفعله الانتقالي هو من أجل استعادة الدولة الجنوبية او من أجل مناصب وزارية وشراكة في السلطة !!؟

إذا قبلت الحكومة إعطاء الانتقالي إدارة إقليم عدن، هل سيوافق الانتقالي ويكتفي بإدارة الأربع المحافظات ويترك باقي الجنوب !!؟

إذا تحسنت العلاقة بين الحكومة الشرعية ودولة الإمارات ماذا سيكون موقف الانتقالي !!؟

لو قررت الإمارات سحب كل الآليات العسكرية والتمويل المالي ورفع يدها عن المجلس الانتقالي، ماذا سيكون موقف الانتقالي من ذلك !!؟

هل مع الانتقالي بديل في حالة تخلي الإمارات عنهم !!؟

هل أصبح الانتقالي مكتفي بذاته ويستطيع القيام بدورة دون دعم الإمارات له !!؟

اسئلة كثير تدور في عقول الناس لا نستطيع أن نجد لها حل سوء ان نتركها للأيام !!

اما بالنسبة للحكومة الشرعية النازحة في فنادق الرياض هي السبب في إيصال الوضع إلى هذا المنعطف الخطير لم يكن هناك أي تواجد للحكومة ولا يشعر الناس بتوجدها الا من خلال عمل نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية احمد المسيري.

هناك أخطأ كثير للحكومة لكن هناك بعض الوزراء كانوا يعلمون في عدن لكن لم يكن العمل بالشكل المطلوب وتغطية الضغط في عدن.

لم تستطيع الحكومة توفير نقطة أمنية في عدن لم تستطيع الحكومة كسب الناس في عدن، نعم من اوصل حال عدن إلى هذا المربع هو تخاذل الحكومة في عمل واجبها، الحكومة لم تفعل اي خطوات حقيقة حتى تعمل بشكل صحيح وفعال، للأسف كانت الحكومة لا تستطيع التجول لا تستطيع التحرك جعلت من نفسها مشلوله وكل ذلك بسبب تراكم ملفات الفساد، إضافة إلى عدم عمل جهاز الرقابة بالشكل المطلوب.

نعم نقولها دون خوف الحكومة خسرت حب الناس لها لم تعد لها قابليه في عدن اربع سنوات لم تستطيع الحكومة عمل خطة لإخراج الوضع وتحسينه إلى الأفضل، اربع سنوات لم تستطيع الحكومة فرض كلمتها وحكمها على الواقع، اربع سنوات لم تستطيع الحكومة توفير الحماية الأزمة لها.

لم نشعر يوما ما ان لدينا حكومة تعمل على الأرض، لم نشعر يوما ما ان هناك طرف حقيقي يريد إخراج عدن من جو الحرب والفقر والخوف والجوع، اربع سنوات لم يستطيع أي طرف تأمين مديرية واحد في عدن، اربع سنوات يعيشها الناس في خوف وفقر وجوع وكوابيس لم ننهض منها حتى اليوم.

نعم لم تعمل الحكومة دورها بشكل حقيقي، لم تستطيع الحكومة قول الحقيقة امام العالم أنها خلال اربع سنوات لا تستطيع حماية مقراتها !!

لا تستطيع الحكومة قول الحقيقة ان لا قرار تقوم باتخاذه الا بموافقة التحالف !!

لا تستطيع الحكومة قول الحقيقة أنه لا يوجد لها نقطة أمنية في عدن !!

لا تستطيع الحكومة قول الحقيقة ان قرارتها لا تنفذ على أرض الواقع !!

نعم اكتفت الحكومة بهبر الملايين في فنادق الرياض وان جو اليمن الكئيب الفقير لم يعد صالح لها !!

لا تستطيع الحكومة قول الحقيقة ان غيابها خلال الأربع السنوات الماضية هو ما أوصلها إلى النفي والتشريد من عدن !!

لا تستطيع الحكومة قول الحقيقة ان خلافها مع الإمارات اوصل الوضع إلى ماهو عليه اليوم !!

نعم استطاعة الميسري قول ذلك لكن بعد فوات الأوان، نحن ندرك أن الحكومة وعمل الحكومة والشخص الوحيد في الحكومة الذي كان يقوم بمهامها كان الميسري لكن ذلك لم يكفي ولم يلبي مطالب الناس حتى وصلت الأمور إلى مربع الاقتتال.

على الجميع أن يدرك ويعلم ان كل الأشخاص الذي ظهروا لنا من أيام الحرب حتى الآن أشخاص غير قادرين على إدارة مديرية سوء كان على الحكومة الشرعية او الانتقالي او حزب الإخوان.

للأسف جميع الأطراف يتلقون دعمهم من دول التحالف فكل دولة من دول التحالف تدعم فئة معينة والجميع يعلم ذلك، وهذا ما جعل الجميع يصمت ويتفرج ولا يستطيع أحد منهم قول الحقيقة او مواجهة الناس بتلقيهم دعم من أطراف خارجية.

من نشاهدهم اليوم غير جديرون على تحمل إدارة دولة، نحن بحاجة إلى شراكة حقيقة في السلطة وإلى هيكلة حقيقة في كل المرفق الحكومية نحن بحاجة إلى هيكلة في كل مكتب مسؤول نحن بحاجة إلى جهاز رقابة قوي وشديد في تطبيق القانون.

نحن بحاجة إلى قول الحقيقة ومواجهة التحديات وإيقاف اي عبث، ونقول للمخطئ انت مخطئ، ويرجع عمل التحالف إلى مكانة الحقيقي والعسكري المتفق عليه بعد بدأ عاصفة الحزم ولا يتدخلون في قرارات الدولة بعد الإتفاق مع جميع الأطراف.

حسين امين ابو احمد