مقالات وكتابات


السبت - 17 أغسطس 2019 - الساعة 07:49 م

كُتب بواسطة : وليد ناصر الماس - ارشيف الكاتب



ما من شك فقد مثل انتصار القوات المسلحة للشعب الجنوبي على العصابات الإرهابية في العاصمة عدن وضواحيها مرحلة مفصلية وحاسمة في حياة هذا الشعب المقاوم, فمن خلالها تم التخلص من البؤر الإرهابية المتحصنة في معسكرات ما تسمى بالحماية الرئاسية, والتي مثلت تهديدا حقيقيا لحياة السكان الآمنين في العاصمة عدن, علاوة على تحول تلك المعسكرات والمواقع لأوكار يتم من خلاله تخطيط وصناعة العمليات الإرهابية التي تستهدف أبطال قواتنا المسلحة. 

يضاف انتصار العاشر من أغسطس إلى انتصارات سابقة سطرها الجنوبيون في مواجهتهم لمشاريع الإرهاب وداعميها على أكثر من صعيد.

ففي الوقت الذي نجد فيه قوى الشمال المختلفة تتوحد وتكرس جل جهدها في دعم الإرهاب وإرباك المشهد الجنوبي برمته وتفخيخه, يخوض الجنوبيون وقواتهم الباسلة حروبا على نبتة الإرهاب الخبيثة نيابة عن العالم أجمع, ويثبتوا في كل مرة قدرتهم على هزيمته وسحقه.

يمكن الحديث اليوم عن تحول حقيقي في الملف الجنوبي بشقيه السياسي والعسكري, فعلى الصعيد الميداني نرى انتصارات جنوبية تتلاحق على أكثر من جبهة, يقابلها هزائم وانحسارات لدى الطرف المعادي, كما نلحظ مكاسب سياسية يحرزها الجنوبيون على صعيد إيصال قضيتهم العادلة إلى المحافل الدولية, مما يعكس براعة وحنكة المفاوض الجنوبي وقدرته على تمثيل قضية شعبه خارجيا.

من خلال متابعتي للأحداث السياسية الراهنة على الساحة الجنوبية بمختلف تداخلاتها وتعقيداتها أستطيع القول أن هناك شبه توافق إقليمي_دولي على تمكين الجنوبيين من بسط سيطرة أوسع لنفوذهم على أرضهم وعاصمتهم وبما ينسجم مع انتصارات سُجلت في بلدهم على الإرهاب, وإرادة شعبية تمثلت بسيول هادرة من البشر خرجت لتقول قولها الفصل, وأبت إلا أن يحيا شعبها حياة حرة وكريمة وبعيدا عن هيمنة وتسلط نظام صنعاء القبلي المتخلف وطغاته.

لم يمض على انتصار العاشر من أغسطس سوى أيام قلائل, حتى خرج الجنوبيون في مليونية جديدة في الخامس عشر من نفس الشهر أطلقوا عليها مليونية الثبات والتمكين, تعبيرا عن فرحتهم بهذا النصر المبارك, وتأييدا لقواتهم المسلحة صانعة هذا الإنجاز, وتعبيرا عن رفضهم لأي محاولات تستهدف الانتقاص مما تحقق وإعادة الوضع إلى ماقبل العاشر من أغسطس, فقطعت الطريق تماما أمام المتربصين بالجنوب والحالمين بعودة عقارب الساعة للوراء.

لقد بثت مليونية الشعب الأخيرة رسائل مهمة للداخل من الخونة المتثاقلين والمتحاملين على الجنوب, وكذا للخارج ممن لازال يرى في الشرعية بصيص أمل وبقية حياة, وأوصدت جميع الأبواب أمام جميع التأويلات والاجتهادات المتململة التي ترى بعودة حكومة معين إلى سابق عهدها وزمن بغيها وفسادها. 
فمطالب شعب الجنوب المشروعة والمحقة لا يمكن القفز عليها أو تجاوزها على أية حال, والتصعيد بشقيه السياسي والميداني سيستمر بإرادة وإصرار كبيرين وعزيمة لن تفتر حتى استعادة الدولة الجنوبية على حدودها المعروفة والمعترف بها دوليا.

نقولها يقينا وكلنا أمل وتفاؤل بالنصر القريب من الله العزيز الحميد, فالصمود الأسطوري لشعبنا يزيدنا فخرا واعتدادا ويرسخ قناعاتنا بقوة هذا الشعب على وأد المشاريع المعادية في مهدها وسحقها.

والله على ما نقول شهيد.