مقالات وكتابات


السبت - 17 أغسطس 2019 - الساعة 05:56 م

كُتب بواسطة : عبدالله جازع الفطحاني - ارشيف الكاتب




ذات يوم وانا اتجول في سوق مودية وعمري يومها ١٠ سنوات لا اكثر ، بالتحديد في عام ٨٧ م ،
كنت مار جمب واحد شيبة صاحب بسطة يبيع ليمون ، مكانه بالتحديد امام مطعم المرحوم احمد ناصر قريب التقاطع الذي يجي من ناحية الوادي ، المهم وانا اتجول شاهدت خمسه شلن حجر بالقرب من كوم الليمون وكانت تحت ارجل الشايب وهو محتبي بالحبية الشبوانية المشهورة ، وعرفت ان الرجل غير منتبه لها ، اقتربت منه وتركت بيننا مسافة لاباس بها وجلست راقب الوضع حتى ايقنت انه غير منتبه لها اطلاقا واقتربت منه اساله عن سعر الليمون وبينما هو يكلمني مديت يدي واخذتها ،

لا اعلم حقيقة هل زاد علي الشيطان ام انها براءة الطفولة
رغم تربيتي السليمة ولله الحمد ، ولكن الكمال لله وحده ومانحن الا بشر خطاؤون
انسحبت من المكان بهدوء ولكن هذا الموقف لم ينسحب من مخيلتي وظل يرافقني طوال سنوات عمري ، ويشهد الله انه يؤنبني ضميري كل ماذكرت القصة رغم انني يومها لا اعي ما افعل واعتقد حتى القلم كان مرفوع عني ،

عزائي انها كانت اول مره واخر مره مد يدي فيها او اظلم احد ولله الحمد ، ويشهد الله على ما اقول، ولكنني عندما اتذكر تلك القصة واشاهد اليوم الاختلاسات بالملايين والبسط والنهب وسلب الناس اشياءهم قول لنفسي كيف ينامون هولاء الوحوش وهم مرتاحين ولايؤنبهم ضميرهم ،
ام ان هولاء لاتوجد لهم قلوب حتى يوجد لديهم ضمير

طلبت من الله السماح كثيرا ولكن هذا يرتبط بصاحب الحاجة نفسه فهو من يقدر يسامحني وما الله بظلام للعبيد
ولكن اعتقد ان الشايب قد توفاه الله لانه يومها كان طاعن في السن ، واتمنى ممن يذكر هذا الشايب ويعلم ان له اولاد يدلني عليهم وانا مستعد ان ارد هذا المبلغ اضعاف

وانصح كل انسان ان يخاف الله ويبتعد عن حقوق الاخرين وان يعلم ان الظلم ظلمات يوم القيامة

ابوصقر الفطحاني