مقالات وكتابات


الأربعاء - 14 أغسطس 2019 - الساعة 10:31 م

كُتب بواسطة : محمد صائل مقط - ارشيف الكاتب


والعيش على ضفاف وواحات البادية ..ارض البدو والرعيان…
هذا ماافكر فيه هذه الأيام جليا .. وباتت عندي قناعه ومناعه ..لحالما وانا اقف على عتبة الستينات من العمر…
ذهب الشباب ونحت على الشباب بدمع عيني
فما نفع البكاءو ولا النحيب ..
يساورني حنين المفارق ..ويعذبني انين الولهان ..لذلك الماضي ..وتلك الأيام ..
لم يعد شيئا في هذا الوطن ..المتهتكة اوصاله واحواله يعجبني… !
ابحث عن الهدؤ هدؤوووووو ..وضعوا مئة خط احمر تحت كلمة هدؤ ...
لااريد فيس ولايروق لي ان اقضي ماتبقى من عمري فساي ..لا اريد تلفاز ولا مدينة ولافرش وثيرة ..
اشتي كسرة ذرة ..او كسرة دخن اغمسها في زيت السمسم ولبن الماوشي ..وماء بارد من غربه جلبتها أمي من المناهل الرقراقه…
الطبيعة هي الملاذ الآمن ..وهي الحضن الدافئ ..لمن كان مثلي من المقهورين والمحزونيين على حال هذا الوطن…
سامحني ياوطني فالهروب منك وإليك على ماضي الذكريات ..اجمل مما اكون حاضرا ..وشاهدا على عصر نهايتك وهم يقطعونك إربا إربا…
سامحني ياوطني فالسفر طال مابليد حيله ..والسفر على صهوة الماضي لهو ..اجمل مما اشاهدة من تدمير وخراب وعبث بحيات الملاييين وويييين وين الملاين ..
سامحني ياوطني فقد قررت العودة ..وأني مسافر الى منتصف الستينات ..للأستمتاع بصوت عمر غيثان وهو يترنم من مذياع أبي الفليبس ..حيث يقول ..يانود نسنس من قدا العربان خبرنا… كيف استوت حالاتهم من بعد ماسرنا ..
سامحني ياوطني فأني حزين ومتألم واعصابي منهارة استودعتك الله ياوطني ..فلم اجد غير المواساة وذرف الدموع ..فالهروب الى ماضي الذكريات ..يستهوني كلما ألمت بوطني النوائب والرزاياء ..
التأمل في الفيافي والقيعان والجبال السود ..
ودعوة الاوطان حين يدعيك ضبضب ..او جبل شمسان ..
يافؤادي المعذب سيبك النسيان ..
يهيجني الماضي ..وذكرياتي من نور عيني أم الحسين ..ونحن نستمتع ونهيم بصوت فيروز العصفوري ..من واحات البادية نمتطي دارنا العتيق ..المبني من الطين والاحجار والقش ..
وهي تبدد وحشة الليل مع الهزيع الاخير والجو بااارد حيث تقول انا عندي حنين مابعرف لمين ..
افكار وهواجس اتعبتني ياسادتي ..تزاحمني في مخيلتي ..فبربكم هل انتم مثلي تفكرون ..؟!
بقلم محمد صائل مقط
محرر بتاريخ 14 لشهر آب 1919