مقالات وكتابات


الأربعاء - 14 أغسطس 2019 - الساعة 07:48 م

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب



دخل التحالف العربي في مازق جديد في اليمن ، بدعم جناحه الثاني وبقوث السلاح لانقلاب متكامل الاركان على الشرعية الدستورية ومؤسساتها النظامية في عدن .
وهذه بادرة يصعب توصيفها في تاريخ الحروب العسكرية القديمة والحديثة ، ولايمكن ان تجد لها تفسيرا عقلاني مقنع على الاطلاق ، وهي بالحسابات السياسية ورطة و من الطراز الثقيل ، لانها قد عملت على تعقيدات مشهد الاحداث التي تعيشها اليمن وبالذات عاصمتها المؤقت عدن التي مافتأت تستيعيد دورها في الاتجاه الصحيح الا بنحرها في مأخور الانقلاب .
ومازال الغموض سيد الموقف بعد تعاطي ثلاث قمم متتالية لملف الانقلاب وخطورته البالغة على مستوى الاوضاع اليمنية وحاضر ومستقبل التسوية والحلول لها . وكانما الامر بات خارج صلاحيات هذه الدوائر ، وانتقل خلسة الى القوى الخفية المعنية اصلا بادارة هذا النوع من الحروب والصرعات .، وان كانت الامور على هذه الشاكلة وهي الاقرب الى الصواب ، لكن مالذي دفع بالشريك الاماراتي على الاقدام على هذه العملية الانتحارية الغير محمودة العواقب ، وهي لا تعي تبعاتها الكارثية على جهود استعادة شرعية الدولة وتعزيز دور مؤسساتها في المناطق المحررة ، بمعنى اخر ان هذا الانقلاب مثل الضربة الثانية و القاتلة لشرعية الدولة ورمت بها كورقة في مهب الرياح .
ومن المؤكد بان جريمة تورط الحليف الثاني في انقلاب عدن ، توحي بحجم المساحة التي بات يلعب فيها دون حسيب او رقيب من اجهزة الدولة الشرعية في المناطق المحررة ووهو ما شجعه على القيام والاستفراد بالعبث بمظاهر الحياة فيها والمساس بصورة مباشرة بالسيادة الوطنية وتمزيقها بالخيانة والمؤمرات .
وكل هذا يتم خارج قواعد الاعراف الدولية لمشاركته في الحرب من اجل استعادة الشرعية في اليمن ، و هو ما يستوجب التحرك الرسمي والشعبي لاعادة النظر في علاقاته وتدخلاته في ازمة اليمن .
ولن نطيل الحديث في غرابة هذا الحدث الانقلابي الجديد في عدن وجرم الحليف الثاني في ارتكابه ، وماهو التحرك المطلوب من الشرعية تجاهه ، واي كلام عن عجزها عن القيام باي دور في هذا الاتجاه كلام غير مقبول ، لان فخامة الرئيس وبمجرد غضبة عين واحدة فقط حرك طيران التحالف في الليلة الظلماء وان جهلت الاهداف ، فلو اشعل غضب عينه الاخرى لعرفت الشقيقة الكبرى كيف تعمل لاعادة الحق الى نصابه وبدون ضياع للوقت .