مقالات وكتابات


الخميس - 31 مايو 2018 - الساعة 11:18 م

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب


زيارة معالي نائب رئيس الوزراء اللواء المهندس احمد بن احمد  الميسري  لدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة وبدعوة رسمية من نظيره الاماراتي توصف بالهامة وعلى كافة المستويات في ظل مآلات الانكسارات الحادة في مستويات العلاقات الاخوية والتاريخية بين البلدين والازدياد الملحوظ في  رقعة الانشقاق والتصدع بينهما ِ. مع ماتحمله من ملفات ساخنة للنقاش  و ما تطرحه  من تساؤلات مثيرة  بها من قبيل هل بامكانيتها اي المباحثات العمل على انقاذ مايمكن انقاذه في العلاقات المتدهوره بين الحكومة الشرعية لليمن  والدولة المشاركة في قوات الدعم لعربي لها ِ الامارات العربية المتحدة والعودة بها الى مسارها الطبيعي من جديد .

الزيارة جأت في وقتها المناسب نظرا  لمايترتب عليها من  نتائج ايجابية مرتقبة تسهم في وضع الاطار العام لمخارج الازمة الحادة بينهما ودراسة واختبار المعالجات الصائبة للتصحيح الشامل للاختلالات التي شابت العلاقات التاريخية بين اليمن والامارات  واعادة تصويب الانحرافات الخطيرة والكبيرة في الدور الاماراتي في المناطق المحررة  و العمل على تبديد مخاوف الحكومة اليمنية من سعي الامارات  اللامشروع  في احكام سيطرتها على تلك المناطق  و الاستيلاء على مقاليد الامور فيها وتقويض سلطاتها المحلية و الشرعية .

مع العلم بان التجاذبات في وجهات النظر لا تمنع من الوصول الى  اجلاء ضبابية المواقف الآنية للامارات مع القيام بمراجعة خطواتها ودورها وتدخلها في اليمن عامة مع تحديد و معرفة الدور الدولي والاقليمي المناط بها  في محاربة الارهارب و التي بادرة اليمن الى خلق شركات واتفاقات دولية مسبقة لدعم جهودها في الخلاص من هذا الشر المستطير ِ . وهذا مايتطلب العمل على ادراج القوات الامنية والعسكرية التي شكلتها الامارات في قوام الاطر الشرعية  لدولة حتى لاتصبح قنبلة مؤقوتة في طريقها و تهدد مستقبل الامن و الاستقرار في البلد.

المتتبع لمجريات الزيارة سيلاحظ صعوبة و سخونة القضايا المطروحة على طاولة المفاوضات والتي تزيد من تعقيداتها حجم  الاختلافات الكبيرة بين  الطرفين  ليس في وجهات النظر بل في تطوراتها المتسارعة والتي وصلت الى نقطة اللاعودة لتشكل معالم  ازمة حقيقة  دخلت مرحلة كسر العظم بامتياز واصتدامها بانسداد  الرؤية الاستراتيجية او انعدمها  المبكر  لفهم طبيعة الدور والمهام المشتركة والتدخلات التي فرضتها مرحلة الحرب بين الجانبين.

ملف المفاوضات كبيرا وشائكا و قابل للحلحة و وضع توجهات استراتيجية لحل القضايا الآنية والمستقبلية التي يحملها  وان باشتراطات حسن نوايا الاشقاء في الامارات ومايترتب على ذلك من تعزيز لدورها المشهود في حرب استعادة الدولة اليمنية ونظامها الوطني  وسلطاتها الشرعية ممثلة برئيس الدولة فخامة الرئيس المشير عبدربه منصور هادي .

الزيارة على اهميتها بادرة ايجابية تحسب لابوظبي ويبنى عليها كثيرا في تنقية الاجواء المسمومة بين قيادتي البلدين الشقيقين والعودة بها الى افضل مما كانت عليه .