مقالات وكتابات


الأربعاء - 20 ديسمبر 2017 - الساعة 09:15 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب


حينما تغدو العصماء بيد العابثين يتناوحونها كيفما يشاؤون ومتى شاؤوا ،فقل على الدنيا السلام،وحينما يقف الكبار جامدين لاحراك،لا نخوة، لا ثورة توقف لعب الصغار فاعلم أننا مقبلون نحو الهاوية بخطى حثيثة..

حينما لاتشفع دماء أكثر من مائة شهيد ووصايا خيرة الرجال، وحزن الأرامل،ووجع الأمهات،وضياع الأبناء،وتردع هؤلاء العابثين الذين لايأبهون بأي شيء فلتعلم أن أركان مديتنا تهاوت وأن الخيرين فيها تبخروا،وأن أهل الصلاح تلاشوا، وآثروا الصمت والانزواء..

حينما يصبح (الريال) سيد الموقف،وهو الآمر الناهي،وهو ومن يسير كل شيء،ويسقط الكل أمامه (صرعى) كأنهم أعجاز (نخل) خاوية، فلا غرابة في أن يقف الجميع دون أن ينطقوا ببنت (شفة)، أو ينتفضوا من مضاجعهم ومقايلهم ويهبوا لنصرة مدينتهم..

حينما يسقط أبرياء لا ناقة لهم ولاجمل فيما يحدث وبدماء ذويهم وأهلهم وأبناء مدينتهم، ومن أجل فتات لايغني ولايسمن من جوع،وحطام تركه السابقون ورحلوا دونه، فلا أتوسم خيراً فيمن كنّا (نظن) فيهم الخير ونتوقع أن يكونوا حصن مدينتنا الحصين ودرعها المتين..

حينما تصبح الولاءات للأشخاص ومن أجل الأشخاص،وتتصاعد وتيرات الأزمات فيما بين أهالي (العصماء)، وتغدوا هي على (الهامش)، لا كرامة لها، ولاقداسة لتربتها، ولاحرمة لأهلها وشهدائها، فنحن لا نستحق أن نسكنها أو تسكن دواخلنا،طالما ونحن سلمناها لمن يعبث بها..

حينما يتناحر البعض ويتصارعون ويقف الآخرون كــ(البلهاء) لايحركون ساكناً،ولم تتحرك بداخلهم دماء الغيرة والقهر والانسحاق على مدينة تحطم الشر على أسوارها، فالأجدر بهم أن لاينسبوا أنفسهم إليها،وأن لايفاخروا بأنهم منها وإليها، وأنها أنجبتهم..

عن العصماء (لودر) أتحدث..وعن الأطفال الطائشين،كباراً كانوا أم صغار، ممن لا هم لهم سوى المال، حتى وإن كان على حساب خرابها ودمارها،وقتل أبنائها الأبرياء، عن أولئك الذين يزبدون ويرعدون فيما بينهم ولأجل امور تافهة لاتستحق أن تسقط فيها أرواح أو تسفك دماء..

عن لودر أتحدث ياسادة،عن قبلة الزائرين،ومهد الثائرين،عن وصايل حوس، وبن عيدروس،وأسعد،ومئات الشهداء، ممن كانت لودر تعني لهم الوجود، وكان رحيلهم أرخص ما أن تتوجع أو تئن..

عن لودر التي يتربص بها العدو الدوائر ويتحين فرصة سقوطها في وحل الفوضى والمشاكل والعبثية،فيجوس فيها خلال الديار،ويفتك بأهلها ويعبث بها ويشرد من فيها، ولنا فما ما مضى (عبرة)..

عن لودر أتحدث يا أطفال الأمس وعبيد المال،عن مدينة دخلت التاريخ من أوسع (أبوابه)، فلا تخرجوها من (أضيق) نوافذه وأحقرها، لاتجعلوها مسرحا لمناكفاتكم، ولا ميدانا لتصفية حساباتكم، بل ولا تقدموها قربانا لكل من ينتظر أن تنكسر أو تسقط..