مقالات وكتابات


الثلاثاء - 22 مايو 2018 - الساعة 11:23 م

كُتب بواسطة : سعيد الحسيني - ارشيف الكاتب


إن ما يحز في النفس الجنوبية بحسرة وألم ، بأن تكون هناك مفارقة جنوبية بين أبناء الجنوب ، وان ينخفض مستوى القيمة الوطنية إلى قمة الإفلاس الوطني في واقعنا الجنوبي الذي نعيشه اليوم في حاضرنا الراهن ، مما قد حاز في نفسي من حالة الذهول الفكري و القيام بعملية مراجعة مستمرة لإعادة تقييم القيم والمبادئ الثورية والوطنية ..

وقد أصبحت على يقين من الشك والطعن في مزاعم الموروث الماضية بأن (شعب الجنوب شعب دولة نظام وقانون) فعندما أقف عند هذه المزاعم لا أكاد أصدق بأن هذا الشعب له موروث في نظام والقانون بما نشاهده من أفعال وسلوك منافي جملتا وتفصيلا وليس له أي صلة بما يشاع عن أنهم رجال دولة النظام والقانون ، وقد تبين لي حقا بأنهم رجال دولة نظام الغاب وجسدوا مقولة النازي (هتلر) قولا وفعلا (بأن على القوي أن يسيطر ولا يخالط الضعفاء حتى لا تضيع هيبة قوته الجنوبية )..

ومن هذا المنطلق لا أجد سبيل للهروب من الواقع الذي يعيشه شعب الجنوب، سوى مواجهة هذا الواقع بواقعية بكل شجاعة وعدم القفز عليه ، والاعتراف بأن هناك مفارقات وطنية جنوبية قد أفرزتها نتائج الحرب الثانية على الجنوب بين تحالف الشرعية الجنوبية وتحالف الانقلاب الشمالية ، واثبتت فعلاً وجود هذا النوع من المفارقات أبناء الجلدة الجنوبية والواحدة التي تتدعي الوطنية وهي بعيده عنها كل البعد بترسيخ قاعدة (انا الوطني فقط للقضية الجنوبية ومن يخالفني في الرأي والفكر من أبناء الجنوب هو عميل و خائن للجنوب )!!

من جملة هذه المفارقات التي وصلت ذروتها بالتفرقة بين جثامين الجثث الجنوبية الهمدة التي فارقت الحياة , دون تفريق و تثمين تضحيات بين من استشهد وقدم روحة ثمن من أجل الإنتصار للعاصمة عدن ، وبين من وافته المنية على فراش المرض ، وبكل أسف اقولها من صميم قلبي أن شعب الجنوب قد فقد المصادقية في المقارنة بين اجساد الموتى ، ولم يعطي قيمة وطنية الجسد الذي أصبح أشلاء متناثرة وحرموا أهلة من لحظات الوداع الاخيره وملامح هيئة جسده قبل تشييعه الى مثواه الاخير ، وبين الجسد المكتمل في الهيئة و حضي أهلة بتوديع ملامحه قبل مثواه الأخير ..

ومن هنا من على هذا الصرح ، سابوح بحقيقة مرة أثبتتها وقائع الأحداث في العاصمة الجنوبية عدن من بعد تحريرها حتى حاضر اليوم ، وساقولها بكل بشجاعة وطنية ولن أخشى لومة أي لائم جنوبي ، مهما تجنوا على شخصي بكيل التهم ممن لا يروق لهم قولي صريح هذا المستنبط من وقائع صعيد على الأرض ، وليس من مخيلتي وافتراء على أبناء لحج وأخص منهما رجالات ( يافع والضالع ) ليس كلهم ولكن معظمهم أثبتوا بأنهم ليسوا رجال دولة ولا باحثين عن وطن كما يتشدقون بشعارات الوطنية بل باحثين عن سلطة ومال وجاه في عدن ورسخوا العنصرية والمناطقية بكل أشكالها وانواعها تحت يافطة محاربة حزب الإخوان تارة وتارة أخرى بيافطة نصرة دور الامارات وكل هذه اليافطات تحمل في طياتها المخفية حب المال والسلطة ودعم ركائز المناطقية المقيتة ...

فمن منكم يا ابناء الجنوب يستطيع أن ينكر هذه الحقيقة مهما تحاشى التهرب من الاعتراف بها تحت ذريعة الحرص الوطني بأنكم مع ما يجمع وليس مع ما يفرق ، وهذا ما جعل الأمر يستفشي لأنكم عندما يكون الأمر عن عوران لحج تعورون عيونكم حتى لا تكونوا منكورين عندهم لأنكم تخشوا بطشهم في الاستقواء بالقوى الخارجية التي تمدهم بالمال وسلاح وعتاد ، وكما تخشون صبيتهم الإعلامية المجندة بصرف صكوك الخيانة لكل صوت وطني مناهض لمشروعهم السلطوي والمناطقي ..

فمن منكم لا يتذكر يوم استشهاد ابن عدن اللواء ( جعفر ) رحمة الله عليه ، الذي استشهد في عملية انتحارية بتاريخ ٦/ ديسمبر/٢٠١٥م وفي نفس اليوم يأتي الزبيدي وشلال من أبوظبي الى مطار عدن ويتحرك شلال مباشرةً من المطارالى موقع مسرح الجريمة , وعلى الرغم من ان جعفر عدن بكت عليه كل عين في بيوت سكان عدن ، وقبل أن يشيع جثمانه في تاريخ ٨/ديسمبر/٢٠١٥ تم تعيين ابن الضالع الزبيدي محافظا لعدن وللعلم بأن المحافظ الخلف لشهيد جعفر السلف لم يحضر مراسيم تشييع الشهيد قائد معركة يوم الغضب الجنوبي الذي انطلقت عمليتها من عمران البريقاء ...

ولكن عندما توفى الحدي ابن يافع وتم تعيين ابن شبوة النوبة خلفا له قبل تشييع جثمانه ، اتخذوا أبناء يافع ذريعة صدور ذلك التعيين قبل موارة جثمانه إلى مثواه الأخير, بأنه استفزاز لمشاعر أهلة وقبيلته ولكل أبناء يافع ، ومنهم من هدد بانسحاب أبناء يافع من الشرطة العسكرية التي تعد قوات نظامية والانظمام إلى قوة ابو اليمامة اليافعي الغير نظامية ، حتى الإنسحاب مناطقي وخروج من نظامية الى غير نظامية مما يثبت بأنهم ليس مع الوطن بل مع أشخاص القيادات من مناطقهم ، وعاد الطامة الكبرى من يقول لك بأن هادي خسر افضل قوة محايدة في عدن ، فبماذا تختلف محايدتهم عن محايدة قوات طارق عفاش بالحرس الجمهورية في أحداث صنعاء عندما حاصر الحوثيين منزل هادي وحرسه الرئاسي العفاشي يقول نحنا محايدين ، فلا فرق بين محايدة الشرطة العسكرية عدن في احداث ٢٨يناير عندما حايدة ولم تتدخل في وجهة القوات الغير نظامية فما حاجة هادي بهذه القوة المحايدة ليتكرر معه مشهد حرس صنعاء مع شرطة عسكرية عدن ..

وأما وجهة المفارقة الأخرى بين ( نوبة ) شبوة و (زبيدي) الضالع فإنها شاسعة والفرق بينها مثل ما بين السماء والأرض ، اللواء ناصر علي النوبة قائد عسكري وعاد عيدروس الزبيدي طفل يلعب ( بطر ) عند مطب زبيد ، هذا في الجانب العسكري ، أما الجانب الثوري والوطني لا يستطيع أي جنوبي أن زياد على مفجر ثورة الحراك الجنوبي السلمي و(النوبه) ولولا لا شجاعته وشجاعة رفاق دربه من جمعية المتقاعدين العسكريين ، لم كسر حاجز الخوف لدى الجنوبيين الذي تعلوا أصواتهم اليوم بشعار التحرير والإستقلال للجنوب .

وكما أن النوبة القيادي الوحيد بين قادة الحراك الجنوبي السلمي الذي لم يرهن روحه القيادية للخارج كما فعلها كثر من قيادات الحراك الذي كانوا بمثابة تجار شنطه ثورية بين بيروت وطهران ، والبعض الآخر الآخر كانوا مخبرين مع عفاش ويستلمون مخصصات مالية شهرية ..

النوبة رفض كل المغريات والأموال رفض منصب وزير الدفاع الذي عرضه عفاش على نوبه عبر المرسل عارف الزوكا الله يرحمه ، ورفض مئات الملايين وهم تمر عليه بعض الأيام لا يحصل على قيمة باكت سجارة ، من لا وجهه للمقارنة بين وطنية نوبة والزبيدي ، الذي استخدم نفس اسلوب أبناء يافع يوم تم اقالته من منصب محافظ عدن واعتبر قرار الإقالة بأنه استفزاز لمشاعره ومشاعر أبناء الضالع أن يصدر ذلك القرار في تاريخ ٢٧/إبريل ، بينما وهو محافظ في نفس اليوم قبل قرار الإقالة ليس هناك استفزاز لتضحيات الشهداء والجرحى بأن تقام فعاليتن في نفس هذا اليوم واحدة شارع مكرم والأخرى في ساحة العروض ولم يكلف نفسه حتى بسعي إلى توحيد الفعاليتين ، وخلقوا من مصطلح ( استفزاز المشاعر) حب الزعامة والأنانية في التشبث بالسلطة وان خرجت من يدهم يجب أن لا تخرج من أيدي أبناء مناطقهم توريث سلطوي بشعارات لاستفزاز للمشاعر.

وفي الختام أود أن أذكر جميع الجنوبيين بأمر هام عن مفجر الثورة الجنوبية ( النوبة ) بأنه لم يذهب إلى عفاش ولم يذهب إلى الخارج تجار شنطه صمد في السراء والضراء ، ولكنه ذهب إلى جنوبي وشرعية جنوبية التي يتمتع بها الرئيس هادي بكونه رئيس توافقي مرشح رئاسي وحيد ، وكما احب أن ألفت نظر كافة الجنوبيين الذين يكيلون كل صنوف التهم على شخص القائد النوبة ،عليهم أن يتذكروا بأن ( النوبة) الذي يقذفونه اليوم ، سيخلد إسمه غداً في كتاب التاريخ بأن مفجر ثورة الحراك الجنوبي السلمي ابن شبوة اللواء ناصر علي النوبة وسيدرسونه أبنائهم في حال تحقق الاستقلال الثاني للجنوب أرض وانسان ، كما سطروا لنا تاريخ المنتصر مع جناح القومية بأن ثورة من قمم جبال ردفان وأول شهيد لبوزة ، والنوبة رمز ثوري من يقلل شأن رمزه الثوري من أجل سواد عيون البقاء المناطقي في السلطات لا يمتلك ذرة وطنية من يعتدي على رموزه لان التاريخ غير قابل لشطب أو الحذف وتدليس حقائق مزيفه بعكس ما دونتها صفحات التاريخ في الأمس وفي اليوم وفي الغد أيضاً ...