مقالات وكتابات


الثلاثاء - 23 يوليه 2019 - الساعة 07:46 م

كُتب بواسطة : سمير القباطي - ارشيف الكاتب



في كل دولة من دول العالم المتقاعدون فيها لهم وضع خاص ، لقد أكرمو الأوطان ، بنو أوطانهم وساهمو في سنوات حياتهم بالعمل والبذل والعطاء والبناء ، الى ان أخذ الوطن منهم أجمل ايّام العمر ، وحتى بعد ان تقدم بهم العمر لم يتذمرو أو يخذلو الوطن ، فكانو معاول البناء ، ولهذا في دول العالم لهم وضع خاص وخاص جداً وهم يعتبرون مرجعيات ومستشارين للكثير من الدوائر التي عملو بها ويتقررلهم راتباً يحفظ لهم مكانتهم وحياة معيشية كريمة .. الكثير من الدول تقوم  بعمل برامج سياحية للمتقاعدين للعديد من مناطق العالم بمبالغ رمزية ، تكريماً لهولاء الذين قدمو لاوطانهم الكثير.

وطوعت تلك الدول القوانين لتترجم اهتمامها بالمتقاعدين ، وحققت مؤشراً عالياً في تحقيق السعادة والعيش الكريم لهم ولأسرهم .. إلا في بلدنا اليمن ، فالمتقاعدين رواتبهم لا تكاد تفي بمصروف شخص واحد من الاسرة ولكنهم كانو راضيين على ماحققوا من خدمة وبذل وعطاء للوطن ، وكافئهم ممن هو في قيادة الوطن بالموت امام أبواب البريد والمصارف التي لا توفر لهم هذا الراتب الضئيل والضئيل جداً امام متطلبات الحياة وتركوهم على قارعة الطريق فدفنوهم احياء.

- التقاعد من أصعب فترات حياة الانسان وحتى نجعل هذه اللحظات معبرة ومؤثرة في حياته ، فيجب علينا إكرامهم لا إذلالهم ، يجب ان نقدم لهم بعد العمر الذي قضوه  في صروح أعمالهم يشع منه الضياء .. حافل بالعطاء بجهودهم التي لم تعرف الكلل ولا الملل ، ولكننا ما نشاهدة اليوم من هامات أنهكها المرض وهامات على قارعة الطريق لاتمتلك ما تسد بة رمق العيش .. وهم يشاهدون اليوم ممن تسلقو سلالم الوظيفة بسرعة البرق ويحصلون على رواتب لأعوام كاملة قضوها في نفس الوظيفة أو المرفق ذاته.

- ولهذا نجد الحسرات على وجوههم ، لانهم لَم يجدوا حتى أي تقدير وعرفان بما قدموا في حياتهم .. 
ولكني أرسل لهم برسالة حب من هذا الوطن المكلوم مثلهم المغدور من ابنائه ، أقول إلى كل من بذل وأعطى وساهم في وضع لبنة على تراب وطننا الشامخ الجريح أيا كان مجاله ومسيرته ، يا صاحب الفعل الجميل ... يا صاحب القلب الكبير ... يا منبع الإحسان ... ويا مشعل النور الذي أضاء لنا الطريق وبدد ظلام ليل حالك منذو فجر الثورة ومسيرة البناء ، اننا نضع قبلاتنا على جبينكم وننحنى إجلالاً وتكريماً لمسيرتكم ، ونأسف والوطن على ما أصابكم .. ونسأل الله ان يتولاكم.