الثلاثاء - 23 يوليه 2019 - الساعة 01:41 ص
جمعينا نلاحظ بل نعايش ما يجري في اليمن، لكن لا نتوقف ونتأمل ونفكر بل نسير في نفس المسار ولا نحاول تغييره على الرغم من أن النتائج كارثيه.
نسب للعالم الشهير أينشتاين قوله: "من الغباء أو الجنون أن تحاول فعل نفس الشئ مرتين بنفس الأسلوب والخطوات وتتوقع أن تحصل على نتائج مختلفة". ومن أجمل ما قاله أيضا: "المشاكل الموجودة في عالم اليوم لا يمكن أن تحلها عقول خلقتها".
كما كان الأخ العزيز بدر الهارش ابو عدي يكرر مقولة "عصيد في كتلي" وصفا للوضع اليمني. احترق الكتلي وتفحم وانشوى العصيد بداخله. احترق اليمن واشتوى الشعب، ولازال منا قيادات وشعب من يشب في النار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، هذا الإختلاف والتقاتل الحزبي والفكري والمناطقي في التواصل يعكس وينعكس على الواقع على الأرض بشكل أو بآخر.
هناك من يطالب ويرفع الصوت ويظن أنه قد "جاب الذيب من ذيله" : علينا أن نكون صفا واحد خلف الزعيم الثوري المناضل... الخ. يا أخي الكريم ليس بالضرورة أن نكون صفا واحداً، اليمن يتسع لصفوف عديدة منظمة كصفوف الصلاة ويقبل الله الجميع. ثقافة الحزب الواحد والتوجه الواحد والزعيم الأوحد تسيطر على ثقافتنا واسلوبنا في التعامل مع الآخرين.
لن يتغير في اليمن شيئ يذكر ما دمنا نسير على نفس النهج القديم بفكره وشخوصه. كم من القيادات في الساحة اليمنية من صناع ورموز تلك المراحل التي اوصلتنا إلى مانحن عليه اليوم لازالوا مؤثرين في حاضرنا وبناء مستقبلنا. العلة ليس في وحدة أو شرعية أو انفصال بل العلة في العقول، في ثقافتنا الاجتماعية والسياسية، في عدم قدرتنا فهم ثقافة التعايش وإدارة الاختلافات، في فشلنا في احداث تغيير جذري. لسنا جسد واحد ولسنا بعقل واحد، ولكننا شعب واحد ودين واحد ونعيش في وطن واحد. هذة ليست شعارات بل حقائق. أما نقبل بعضنا باختلافاتنا أو نعيش فرق وطوائف وشعوب واوطان متعددة ومتناحرة، وهذا للأسف هو واقعنا الذي نسير نحوه اليوم في اليمن.
بداية لا اعتقد أن الوحدة اليمنية لذاتها هي الحل. إنما هي وسيلة لتحقيق مصالح مشتركة للشعوب أو لتحقيق مصالح لنظام أو أفراد. كما أن الإنفصال كذلك. كما ذكرت في المقال السابق ما ذكره واتفق حوله العديد من المفكرين في علوم السياسية والاجتماع، وهو مهم جداً علينا معرفته وادراك ما يعنيه، ملخصه: أن "ثقافة" المجتمع وليست "السياسية" من يحدد نجاح أو فشل المجتمعات أو الشعوب".
البشارة أو نقطة التفائل في ما ذكرت هي أن ثقافة الشعوب قابلة للتغيير. مع ذلك الخطورة أن هناك حرب مستعرة، ما يعرف بالحرب "الناعمة" لتوجيه بل السيطرة على العقول ومن ثم ثقافة الشعوب من خلال الإعلام وبشكل خاص وسائل التواصل الاجتماعي، يشارك في هذه الحرب قوى داخلية وإقليمية ودولية. هنا يظهر الفارق كما ذكرت في مقالي السابق بين الشعوب ومستوى ما تعاني منه، كما ذكر المفكر البارز الفين توفلر، من علة "جهالة القرن الواحد والعشرين".
الفائدة والخلاصة :
بالتأكيد الشعب اليمني يعاني من "جهالة القرن الواحد والعشرين" لهذا يتم التلاعب بمستقبله. طريق النجاة لن يكون نفس الطريق الذي سلكناه في كل المراحل السابقة لأنه اوردنا المهالك التي نعيشها اليوم. ولن يكون بنفس الشخوص أو اشباههم الذين يحملون نفس الفكر. يبدأ التغيير من تصحيح ثقافة المجتمع المغلوطة وليس بتغيير السياسين.
عمر محمد السليماني