مقالات وكتابات


الثلاثاء - 23 يوليه 2019 - الساعة 01:40 ص

كُتب بواسطة : سمير القباطي - ارشيف الكاتب


في بلادنا الكثير ممن رحلو غدراً وخيانة ، ومؤامرات تحاك في ليل أسود من أجل وأد الانسانية التي يحملونها .. كمية الحب الكبير الذي يمتلكوه لمن حولهم .. رأفة الانسان والدفاع عن الحقوق كانت من أولوياتهم ، أنني لا أقول اننا كنا في عهدهم نعيش في رخاء ولكن كان شعورهم بالمسؤولية والعمل صوب تحسين أوضاع بلدنا ومدينتنا من أولى اهتماماتهم.

- "جعفر محمد سعد" الشهيد الحي ، لقد ذرف الدموع وهو يحتفي بابناء الشهداء والأيتام الذين وجدو أنفسهم بدون اب وهم في سنوات أعمارهم الأولى ولَم يدركو انهم سقو أرض عدن الطيبة بدماءهم الزكية ليكون لصغارهم وطن طالما حلمو ان يبنية من تعهد الية المسئولية بظمير ، لم ترق هذه الدموع وقبلها دموع باسندوه الذي ذرفها كمداً على اليمن ، كانو يشعرون ويقرؤون المستقبل وما ستؤل آلية الامور لاحقاً ، ولكن شهيدنا جعفر أستقبل الموت بابتسامة عريظة لانه كان يعلم أنة يسير على بركان خامد من حقد دفين ممن لايريدون لعدن ان تلبس ثوبها المخملي المطرز بحبات رمال شواطئها الذهبية وعزة ابناءها وكل من ينتمي اليها .. كيف سيروق لهم الهمام جعفر وهم ذلك البركان الجاثم تحت مدينة تهوى اليها الأرواح والأفئدة بكل فصولها.

- ولكن حقدهم الدفين على ابناءها جعل بركانهم يتفجر ليطفئ نور عدن .. نور السلام والعلم والمحبة ، انطلقو بعدها ليخطو خطوات جديدة باغتيال كل من يحمل بقلبة ذرة حب لهذه المدينة ، فتوالى مسلسل الاغتيالات دون رقيب أو حسيب ، ذهب ضحيته خيرة ابناء مدينتي عدن غدراً ، وشعبنا لا يزال يملك الحياة رغم الألم .. متمسك بالحلم والأمل .. رغم الفشل بمن عول عليهم في لحظة فارقة بان يأتي الغد المشرق الذي حلمو بة .. ولكن وصل المواطن الى درجة التكيف مع الزيف والبهتان وصناعة إنجازات الوهم .. وعدم الرضى والشعور بهزيمة العزيمة .. وانكسار وانحسار في النفس التي جبلت دائماً إلا ان ترضى بما يحفظ لها الكرامة والعنفوان والمستوى المعيشي ولو بصورته الدنيا .. بعد ان كان سقف مطالبنا جميعاً وطن نحمية وبدماء الشهداء نروية .. وجميعنا نعيش فية ، ولكن لا نزال نسمع منهم سرد قصص النفاق .. تلاشت الرؤية وذلك النور المفعم بوطن يحتوي الجميع ،، ولا زال الذين جنو الأموال والأرباح من خلال الاسترزاق ودماء الأبرياء وممتلكات الآخرين هولاء لا يزالون يوهمون الناس ويوهمون أنفسهم التي هي من صنعت تلك الكذبة ومصرين على تصديقها.

- اني أضع هذا التحدي بأن من يقول ممن شردتهم الحرب الجائرة وأسرهم في اصقاع الدنيا وحتى في أروبا ودول الغرب ، بأنهم يشعرون بالحرية وراحة النفس والظمير ،، وان ما تنتجةً أرض الغربة رغم المساحات الشاسعة للزهور ان شكلها الجميل ليس له رائحة وليس هناك نكهة للأرض ،، اما في بلدنا واخص بالذكر لحج الخضيرة لحج القمدان ،، لحج عطا ،، لحج نصيب لحج فيصل علوي ،، لحج الفل التي نتذوق رائحتها من مسافات بعيدة ، ورائحة طينها التي تزكي انوفنا ، ونحن نسير في خط عدن أبين بين افياء أشجار العمب من  كل الجوانب ، ولاننسى الطيور المهاجرة وبحيرة البجع في عدن التي رائحة بحرها له رونق خاص يولد في نفوسنا شعوراً غريباً لا يوصف.

- لهذا كان ديدنهم رسم ملامح غريبة على بلدنا ، حيث حولو كل هذا الجمال لدخان من فوهات البنادق ودماء بريئة تسفك على جنبات طرقاتها .. ومقابر جماعية لاشلاء لم يتعرف على أصحابها ، انني مؤمن بأن من يحبون هذا الوطن هم كثر ، فهذا الحب الكبير هو من سيعيد تلك الوصوف لبلدنا .. سيتلاشى ذلك الغبار الذي يستنشقونه ويشعرون بنشوة الانتصار القمعي الذي صنعوة.

"سينتصر حبنا لوطننا مهما غيبتنا السنون" 
ولابد لليل ان ينجلي .. ولابد للقيد ان ينكسر.