مقالات وكتابات


السبت - 20 يوليه 2019 - الساعة 03:24 م

كُتب بواسطة : منصور بلعيدي - ارشيف الكاتب


أورد بعض النشطاء في الواتساب كلاماً نسبوه لشيخ الاسلام ابن تيمية يحرم فيه الغناء بكلام استنباطي تحليلي لادليل عليه.

ولانشك لحظة في علم شيخ الاسلام ابن تيمية .. ومن نكون حتى ننتقص من علمه؟!
لكن عقيدتنا الاسلامية لاتمنحنا الحكم بقداسته ولاتسمح لنا ان نراه معصوماً فنرفعه الى مصاف الانبياء.. وفي ذلك اعتداءاً وتجني عليه قبل غيره ..ولكننا نراه بشراً يخطئ ويصيب وان كان عالماً لا يشق له غبار ، ولا حرج ان نرد قوله اذا جانب الصواب .

وحين أورد تحليله الشخصي لتحريم الغناء بدون ادلة شرعية قطعية الثبوت والدلالة ...رأيناه مجانباً للصواب في استنباطاته بهذا الصدد بالذات.

فان الاستنباطات لاتعدو كونها افهام العلماء للنصوص الشرعية وليس بالضرورة ان تكون كلها صواباً لا يإتيها الخطا من بين ايديها ولامن خلفها.

وهناك من العلماء من له استنباطات مغايرة...وكلها نتاج افهام لا نصوص شرعية.

بل ان هناك من الصحابة الأجلاء رضوان الله عليهم من استنبط تأويلاً في تحريم الغناء بلا دليل بل تبعاً لفهمه لنص قرآني.. وأقسم ان ذلك النص نزل في الغناء بينما النص لم يسمي الغناء صراحةً ولكن فهم الصحابي عبدالله ابن مسعود رءآه يقصد الغناء فافتئ بتحريم تلغناء تبعاً لفهمه..

وعندما نرجع للنص القرآني نجده مغايراً لما قاله ابن مسعود رضي الله عنه قال تعالئ: ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن شبيل الله غير علم ويشتري به ثمناً قليلاً) ...

ومن ظاهر الآية : انه (يشتري) والمستمع للغناء لايشتري بل يستمع..
ومنها انه ( ليضل عن سبيل الله) والضلال هو الخروج من الملة وماسمعنا لافي الاولين ولافي الآخرين من كفر مستمعي الغناء...ناهيك عن الادلة الكثيرة عن سماع الرسول صلى الله علي وسلم بنفسه للغناء وعدم انكاره.. ( رفقاً بالقوارير يا انجشة+ غناء الاحبوش يوم العيد ونهيه لابي بكر عن زجر النساء المستمعات في بيت الرسول..وغير ذلك).
كما ان الكتب الستة لم تذكر تحريماً صريحاً للغناء ولم يضع كتابها باباً لتحريم الغناء..بل وضعوه في باب الحيض والنفاس (هامشياً).

والكلام يطول في هذا الباب لكن الخلاصة: ان الغناء ليس محرماً بل مباحاً...ومن لديه الدليل على تحريمه فليبسطه لنا بعيداً عن التشنج الذي يثبت جهل صاحبه.

مع احترامي للجميع،،،،