مقالات وكتابات


الجمعة - 19 يوليه 2019 - الساعة 01:29 م

كُتب بواسطة : أ. محمد الدبعي - ارشيف الكاتب


نبي الشعر عبدالله البردوني هذى ذات يوم بكلام لم نفهمه.. قال فيه:
قبل عام وأربعين اعتنقنا
فوق أبها عناق غير الأحبه
والتقينا به ( بنجران) حينا
والتقينا بقلب جيزان حقبة
والتقينا على ( الوديعة) يومًا
والمنايا على الرؤوس مكبه
جاء تلك البقاع .. خضنا هربنا
وهي تعدو وراءنا مشرئبة
إنها بعض لحمنا، تتلوى
تحت رجليه كالخيول المخبه
إنهم يطبخوننا كي يذوقوا
عندما ينضجوننا شر وجبة!

عجب لنا شرعية وسياسيون ومثقفون!
نترك رأس الحية ونهشم ذيلها الرخو.
مالكم أيها السيدات والسادة كيف تنظرون.. كيف تحكمون؟!!!
مايحدث في الوطن اليمني من دمار وتمزيق للبنية الاجتماعية والعمرانية والسياسية مخطط له ومدروس جيدا، وليس نتاج صدفة، أو نتاج دخول حرب غير مخطط لها ولا محسوبة العواقب.
لا.. أبدا! بل هو النتيجة المرجوة والمنتظرة للسيناريو المكتوب مسبقا والمحسوم.. ولا نزال ننتظر الدقيقة الأخيرة من هذا المسلسل الدرامي الدموي الطويل.

كلنا يهاجم التحالف وينتقده، وانتقادنا له يختلف من شخص لآخر، ومن فئة لأخرى بين:
- الحديث عن أخطاء التحالف في أداءه السياسي والعسكري،
- وبين الحديث عن الخطأ في العلاقة بينه وبين الشرعية، والتي تتطلب إصلاحا سريعا وجذريا،
- والحديث عن نوايا التحالف السيئة في اليمن، وأنه لم يأت لمساعدة الشرعية والشعب اليمني، وإنما لتحقيق أهداف وأجندات خاصة به.
كل يحكم على الأوضاع من منظوره ووضعيته وحاجته.
- فالمواطن العادي أو المثقف العادي والسياسي اللا منتمي لأي حزب أو جماعة يحكم على التحالف بكل حرية وبعين فاحصة  حرة مجردة من كل قيود الرأي الحر من خلال الواقع الحي الذي يعانيه المواطن اليمني من مآلات الحرب ومآسيها الكارثية.
- والمثقف والسياسي المتحزب أو المنتمي لجهة ما ينصب منظاره الفاحص المحدد الزوايا والاتجاهات بعد وضع اللواصق المشوشة للرؤيا، ثم بعد النظر يصدر حكمه الذي يكون في غالب الأحيان ميالا  لشمس حزبه أو جماعته وبيئته كزهر ميال الشمس.
- والصنف الأخير هم رجال الشرعية وأعضاؤها، وهؤلاء على أربعة أنواع: متسلق متزلف مداهن نفعي - وحوثي متخف بلباسه الشرعي - وخائن منزوي - ومخلص للشرعية وللوطن.
- الأول: لا يمكن أن ينتقد الشرعية أو التحالف مطلقا، أو علاقة الإثنين ببعضهما.. فهو أعمى لا يسمع.. لا يرى.. لا يتكلم عن السؤات، بل ويجمل القبيح ويقبح الجميل، يمدح الخسيس ويذم النبيل.
لا هم له إلا لحس الجزم وأكل الرمم، كي يعيش هو ويفنى الوطن.

- الثاني: حوثي مستتر تقديره عفاشي منفصل، اتصل مؤخرا بالشرعية. هذا النوع من السوس يعمل على نخر عظام الشرعية والوطن، ويخدم أهداف الإنقلابيين الروافض من حوثة إيران.

- الثالث: وهو الخائن للشرعية ووطنه وشعبه!
إسمه يصدح بين أسامي رجال الشرعية وكأنه رجل، ولباسه لباس الوطن.. لكن سريرته رمادية اللون، سعودية أو إماراتية الهوى.. تتكلم بلغة الدولار والريال والدرهم، وترى الأمور والأوضاع والوطن وعلاقة التحالف بالشرعية  بلون وشكل العقال والغترة والثوب والدشداشة والعملة.
همها كيف تخدم أسياد النعمة.. ولو أحرقت الوطن في أتون الحرب والفتنة.

-النوع الرابع: وهو العزيز العدد، الكريم الأصل والمحفد، الوطني الشجاع الأسد.. الذي يزأر وقت الشدة للدفاع عن العرين، يصبر لكنه لا يبيع.. لا يداهن.. لا يلين.
هؤلاء منهم من صبر قليلا لحسابات سياسية رأها.. ثم نطق بالحق..
ومنهم من صبر طويلا.. فلما لم يحتمل اكثر وفقد الأمل إنفجر صوت الحقيقة في صدره الوطني.. فنطق بصوت الضمير الحي بما يجب ان ينطق به على الملأ.

دعوني أكمل لكم هذيان شاعرنا الراحل البردوني:
خصمنا اليوم غيره الأمس طبعا
البراميل أمركت (شيخ ضبة)
عنده اليوم قاذفات ونفط
عندنا موطن يرى اليوم دربه
عنده اليوم خبرة الموت أعلى
عندنا الآن مهنة الموت لعبة
صار أغنى صرنا نرى باحتقار
ثروة المعتدي كسروال (قحبة)

أغلب الإتهام واللعن يوجه على الدوام لطرف في التحالف، وهو الطرف الأصغر - ذيل الحية، وننعته بالمحتل وهو مستحق له، بل ونطالبه بمغادرة التحالف والأرض اليمنية فورا.
لكن! وماذا عن رأس الحية؟؟؟

تخصرفي يا "شرعية" أو تجبيري!

أ. محمد الدبعي