مقالات وكتابات


الجمعة - 04 مايو 2018 - الساعة 07:58 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب


ربما أدركت مؤخراً أن (عدن) كوكباً آخر، يختلف تماماً عن عالمنا البائس الذي نعيش فيه نحن..



كوكبٌ تفرد بذاته وأهله في كل شيء، لايشبههُ أحد ، ولن يستطيع أحد ان يكون مثله، رغم كل العادات الدخيلة عليه، ورغم كل الأساليب القروية التي حاول البعض أن يفرضها على عدن وأهلها..



فمدنية عدن وأهلها لم تتغير منذ مئات السنين ولم تتبدل،رغم كل الملمات والازمات والنكبات والرزاياء والمحن، ورغم الحرب الضروس التي أتت فيها على كل شيء، وأهلكت الحرث والنسل، إلا أن عدن أستطاعت أن تحافظ على روحها وجمالها ومدنيتها..



أهل عدن أناس (متمدنون) بإمتياز، يعشقون الحب والسلام والوئام والبساطة والتفرد، رغم تلك الطباعة القروية الغريبة التي تظهر اليوم في هنا وهناك عدن جراء السياسة الرعناء وفرقائها الذين حاولوا طمس عدن أرضاً وإنسان..



لم يستطع أحد رغم قوته وجبروته وإنحرافه (وتقاليعه) الدخيلة أن يغير شيء عدن أو أن يقضي على مدنية أهلها وبساطتهم وبراءتهم وحُسن سجاياهم،ورغم كل المحاولات التي أتى بها البعض من كواكب أخرى،إلا أن جميعها باءت بالفشل الذريع..


لم يكن إدراكي هذا متأخراً بل هو شعوراً متأصلاً بداخلي منذ سنوات طويلة جداً، ومن قبل هذه الحرب الإستنزافية،ولكنه تأكد وبات يقيناً حينما وضعت الحرب أوزارها وجعل الغرباء والهمجيين من عدن مزاراً ليس للعيش بسلام فيها، ولكن من أجل طمس هويتها وثقاقتها وإستبدالها بتلك الأفكار السخيقة الدونية، لتقف عدن بحزم وقوة أمام الجميع ويحتفظ أهلها بكل جميل فيها..

ستمضي عدن وأهلها في رحلة التمدن والتطور مهما عانت من الحرمان والمرار، ولن يجاريها أحد او يقف في طريقها، وسيتراجع الباقون لا محالة، فشتان بين مدنية العدنيون المتأصلة، وبين (مدنية) المتطفلون المصطنعة..


ولا مجال أو فرص لكل من يحاول أن يقضي على عدن أو أهلها، أو أن يطمس هويتهم وثقافتهم وأفكارهم وبساطتهم، ويستبدلها بتلك العادات السخيفة القديمة التي عفى عليها الزمن..


فلتحيى (عدن) بسلام وحب ووئام، وليحيى أهلها (الطيبون) بعيداً عن ضوضاء السياسة وسخافتها، وبعيداً عن (غوغائي) هذا الزمن القادمون من خلف المجهول المتحجّر..