مقالات وكتابات


السبت - 22 يونيو 2019 - الساعة 11:19 م

كُتب بواسطة : فضل الجونة - ارشيف الكاتب


الحديث عن نادي التلال ومعاناته والصعوبات التي تواجهه خلال هذه المرحلة يحتاج إلى حديث طويل ومتشعب ومحزن ، فالتلال نادي الوطن الوحيد الذي تضرر بالكامل من حرب عصابة الحوثة ، ولم يتبق له من مقدراته وممتلكاته سوى اسمه الكبير وأمجاده العريقة ، فلقد خرج (التلال) بعد الحرب متضرراً يبكي على الأطلال ، ووجد نفسه على (البلاطه) تحت الاحتلال ، حيث سُلب منه كل شيء ولم يتبق له سوى سمعته العطرة بعد موته السريري ووجدت قيادة النادي نفسها أمام  محك حقيقي ، فسارعت إلى لملمة شمل هذا النادي العريق وبذلت في سبيل ذلك جهوداً جبارة ، من خلال تشمير السواعد والنحت في الصخر ليعود التلال إلى الواجهة في مرحلة لا تساعد على النجاح.

وفي ظروف استثنائية معقدة تحركت مياه التلال الراكدة وبدأ يتنفس الصعداء وجدد نشاطه بفضل الجهود المبذولة من الإدارة (المجاهدة) التي عملت بروح الحب والولاء للنادي للحفاظ عليه بعيداً عن المصالح الشخصية ، وبمساعدة محبيه، وعشاق الأحمر الأوفياء والمخلصين الذين كانوا السند الحقيقي للإدارة التي نجحت ، بعد أن سعت بكل السبل والطرق لإعادة الروح للنادي بعد قتلها وتدميرها من جراء الحرب الظالمة على عدن.

 للأمانة والتاريخ إدارة (عارف يريمي) عملت في أصعب الظروف ، وأسوأ المراحل ، التي مر بها التلال في تاريخه ، واجتهدت كثيراً بعد الحرب بالذات ، ومن ينكر ذلك سوى الجاحد وناكر الجميل وغير المنصف لتلك الجهود المضنية ، التي ُصبت في مصلحة هذا النادي الكبير والعريق ، لدرجة أن الرئيس عارف يريمي والأمين العام (المستقيل) محمد الداؤودي قدموا من حر مالهم الشيء الكثير لإنقاذ النادي من أجل دعم اللاعبين وعلاجهم وهذا قد يجهله البعض.

 الإدارة التلالية بعد الحرب سارعت إلى إحياء ألعاب النادي وإعادة أنشطتها ، وبالذات فريق كرة القدم ، الذي وجد نفسه لا يمتلك ملعباً ، ولا وسيلة مواصلات ، ولا حتى مقراً للنادي ، فسعت هذه الإدارة مشكورة إلى حلحلة كثير من القضايا، وتذليل الصعوبات التي واجهت النادي وقد تكون هذه هي الإدارة الوحيدة التي صرفت (مرتبات للاعبين) بانتظام رغم ظروفها الصعبة ، وهذا يُحسب لهذه الإدارة التي لم تتوقف جهودها عند ذلك ، بل سارعت أثناء الحرب إلى الحفاظ على انجازات النادي العريق وتاريخه الطويل ، من خلال جمع كؤوس النادي التي تحكي تاريخه وانجازاته ، ووضعها في أماكن آمنة ، فلم تتعرض للنهب والعبث بها ، كما سارعت في توفير وسيلة مواصلات ، وتركيز جهودها في إعادة بعض الألعاب إلى الواجهة بعد غياب خارطة نشاط النادي وقد تكللت جهودها في إدراج مشروع نادي الاتحاد المحمدي بنجاح ضمن مشاريع الترميم ، بعد أن ناله الإهمال لسنوات طويلة ، كما حرصت قيادة النادي على المشاركة في جميع الأنشطة الرياضية على مستوى محافظة عدن ، وكذلك الحضور والتواجد في كثير من الأنشطة الرياضية في عدد من المحافظات المحررة ، عند توجيه الدعوة إليها ، وذلك من باب الحفاظ على علاقات النادي والتواصل مع الجميع.

 وقد عانت كثيراً إدارة التلال ، حتى أن الحال وصل بها إلى طلب (المساعدة) والعون من أجل النهوض بالتلال ، والشيء الأهم اليوم أن هذه الإدارة نجحت في إحياء نشاط النادي في ملعبه بحقات ، بعد تنسيق وجهود مشكورة بذلها (العميد سند الرهوة) .. هذا الرجل الذي ذلل كثيراً من الصعوبات بصمت ، حيث كان سنداً للنادي وشبابه في مواجهة الاشكاليات والصعوبات التي عانى منها بعد الحرب ، وليس هذا فقط الذي قامت به قيادة النادي بل إنها قامت بكثير من الأعمال الملموسة ، خلال المرحلة المنصرمة التي لم تكن مفروشة بالورود، ويكفي الإدارة أنها وفرت الاستقرار ونجحت في إبقاء التلال شامخاً وقوياً له حضور متميز كما عهده محبوه.

ولكن اليوم للأسف الشديد تعالت بعض الأصوات التي تدعي حبها للتلال ، من قبل الذين تنكروا لتلك الجهود الكبيرة التي بذلتها الإدارة التلالية وظهر أن هناك من يريد أن يصطاد في الماء العكر ، ويترصد بعض القصور في عمل الإدارة ، مستغلاً ظروف النادي ، محاولين التلاعب بمشاعر لاعبيه ومنتسبيه ، والإنقلاب على الإدارة بطريقة ملتوية ، لا تتماشى مع أصول وأخلاقيات الرياضة وقد يكون ذلك بدافع الحب للنادي ولكن ليس بهذه الطريقة القاسية التي تتنكر لمن خدم النادي وعمل فيه في أحلك الظروف وأصعبها .. وصحيح أن التغيير سنة الحياة ، ولكن هناك طرق أخرى للتغيير تكون في الوقت المناسب بعيداً عن التكتلات وجمع التوقيعات التي لن تخدم النادي مستقبلاً.

يا أبناء التلال ومحبيه لا تنجروا وراء المماحكات والتكتلات التي لا تخدم عميد رياضة الوطن، وعليكم الالتفاف تحت سقف حب التلال والوفاء له وإخلاص النية في خدمته ، فلا تكونوا معول هدم ، أو أداة يتحكم بها الآخرون لهدم السقيفة على رؤوسكم جميعاً ، حيث سيكون المتضرر الأكبر بالطبع (التلال ككيان كبير) ، وعليكم بمعالجة قضاياكم ، أو أي تباينات ، أو اختلاف في وجهات النظر ، بالطريقة المثلى واحرصوا على أن لا تنشروا غسيلكم أمام الغير ، فالتلال فوق الجميع ، وهو (نادي الوطن بأكمله) ، فلا تخذلوه ، وتخذلوا عشاقه ومحبيه ، وقفوا معه ومع كل الخيرين في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها العميد في زمن افتقد لروح الوفاء والاخلاص للرياضة.

أخيراً .. أقول لأبناء التلال وباختصار شديد : " إن من يحب هذا النادي الكبير ويعشقه ، عليه أن يخدمه .. لا أن يهدمه