مقالات وكتابات


السبت - 22 يونيو 2019 - الساعة 06:35 م

كُتب بواسطة : محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب



نحن ابناء المنطقة الوسطى في اليمن محافظات إب وتعز والحديدة وريمة والبيضاء ومأرب ، تفرقنا في الوقوف مع الاطراف الذين اتحدوا ان يقفوا ضدنا.
نحن الدحابشة في الجنوب واللغالغة في صنعاء الشمال ، اصبحنا اداة للاستخدام في مصالح اطراف متصارعة وكلاً يريد ان يستخدمنا ضد الآخر لتتضح الحقيقة اننا نقف ضد بعضنا وضد منطقتنا .

هذه المنطقة هي ضحية الاطراف المتحالفة في الحكم والمتصارعة على الحكم ، ونستطيع ان نقول انها ضحية خمسة اطراف في اليمن حالياً ، ثلاثة منها في الشمال المنطقة الزيدية واثنان في الجنوب .

الثلاثة الاطراف التي في الشمال المنطقة ذات المذهب الزيدي هي آل صالح وآل الاحمر وآل الحوثي .
هؤلاء الثلاثة الاطراف ينظرون لهذة المنطقة كأداة استخدام بما يجعلهم تحت سيطرتهم وتحت تصرفهم .
- فصالح الذي كان ينظر لهذه المنطقة كمخزن بشري اتخذ وسيلة لاستخدام ابناءها واضعافهم بنفس الوقت من خلال جعلهم كمجرد تابعين مصفقين مطبلين مستضعفين بنفس الوقت .
كان صالح يدعم نوعان من المشائخ ويحارب نوع .
كان يدعم المشائخ التي تعود اصولهم لمنطقة صنعاء وماجاورها من محافظات المذهب الزيدي كقبائل بكيل وحاشد ، وكان يدعم ايضاً المشائخ المتغطرسين الظلمة الذين يتعاملون باذلال لأهل هذه المناطق كالشيخ صادق باشا ومحمد احمد منصور في إب بالاضافة لدعمه للمشائخ الذين لا يهشون ولا ينشون لا يقفون مع مصلحة منطقتهم ، وكان يحارب اي شيخ يحمل هم مصلحة هذه المنطقة ويقف مع مصلحة ابناءها ويتعصب معهم .
وكذلك كان يستخدم صالح هذا المعيار في تعيين مسؤولين على ابناء هذه المناطق أو محسوبين عليها

- علي محسن الأحمر اليوم داخل الشرعية يستخدم الاسلوب الذي كان يستخدمه صالح والذي كانا يستخدمانه معاً عندما كان متقاسمان الحكم ، إذ ان محسن اليوم يدعم المسؤولين لقيادة ابناء هذه المناطق من الذين عائدة من الذين لديهم ارتباط بالهضبة ويجعل ابناء هذه المناطق مجرد وقود .

- الحوثي يستخدم نفس الاسلوب الذي تعامل به صالح ومحسن تجاه هذه المناطق من حيث النظرة والاستخدام ، بما يجعلها كفيد ووقود وأرضية نفوذ لصالحه لا أكثر .

ابناء هذه المناطق متفرقون في الوقوف مع من يقف ضدهم وضد منطقتهم .
فالمؤتمريون يقفون مع آل صالح ويدافعون عنهم مع ان المؤتمريين هم الضحية .
والاصلاحيون يقفون مع علي محسن وآل الاحمر ويدافعون عنهم مع ان الاصلاحيين من ابناء هذه المناطق هم ضحية من يقفون معهم لأنهم يستخدمون كوسيلة ومجرد اتباع .
والهاشميون يدافعون عن الحوثي ومن معه من هاشميي الهضبة وهم الضحية ايضًاً فالهاشمي من ابناء هذه المنطقة مجرد تابع ووقود لهاشميي الهضبة الذين يتولون مركز الحكم والادارة ويتقاسمون الاموال .

في عام 2010 كنت بمكتب محافظة إب ورأيت ما يقارب مائتين شخص دخلوا بأسلحتهم لمكتب المحافظ .
استغربت وقلت من أين جاء هذا التتار وكيف دخلوا بأسلحتهم وأنا لم استطيع ان ادخل من البوابة إلا بتفتيش ولو كنت احمل مسدس لمنعوني من الدخول.
وجدت ان اولئك جاءوا إلى من شأن قضية ارض في إب مختلف فيها شخص من ابناء إب مع ابناء خولان.
قلت لأولئك ما فيش داعي للمجيئ لإب بهذا الشكل ، كنتم با تتصلوا لي وانا اشوف هذه القضية وابلغ المحافظ ان كان لصاحبكم حق وإلا يتم التعامل عبر القضاء ان
فرد عليا احدهم نحن جينا نبلغ المحافظ انه باينصفنا والا با ننصف لصاحبنا بالقوة.
تعرفت على شيخهم فوجدته قيادي مؤتمري ونظرت للشخص الذي يقف بجانبه وتعرفت عليه فوجدته ايضاً شيخ ولكنه قيادي اصلاحي !!
استغربت وقلت لهم كيف توحدتوا المؤتمر والاصلاح رغم انه هذه الايام في خلاف كبير بين الحزبين .
فردوا عليا قائلين نحن عندنا عرف قبلي وسالفنا يوحدنا جميعاً مع ابن منطقتنا ضد اي شخص آخر .
لا زلت اتذكر ذلك الموقف وانظر كيف يتوحد اولئك بمختلف احزابهم لنهب منطقتنا واستضعاف ابناءها وكيف يتفرق ابناء المنطقة الوسطى فيما بينهم وكلاً منهم يقف ويتبع اطراف الهضبة .

وفي الجنوب هناك طرفان كقوى متصارعة فيما بينها إلا انها تتفق في النظرة والمحاربة لابناء المنطقة الوسطى .
الضالع وأبين .
اصحاب الضالع يصنفونا كوحدويين اقرب لأبين ولذا سيحاربونا .
واصحاب أبين يعتبرونا متقاربون مع الضالع كون الضالع كانت شمالية وقريبة لإب ولذا سيحاربوننا.
لو كنت مع هادي مخلصاً من كل عروق دومك ومع الدولة الشرعية وانت من ابناء هذه المناطق ستحارب من الشلة الذين حوله إلا اذا كنت تابع لطرف من صنعاء كمحسن سيتم دعمك . او كنت ممن كان يستخدمهم صالح في هذه المنطقة سيتم دعمك ليتم دعم هادي لابناء هذه المناطق لمن كانوا لا يقفون مع صف ابناءها في عهد صالح .
وهذا يعني انه سيتحالف هادي مع محسن وتكون هذه المنطقة الضحية.
ويتحالف الانتقالي مع آل صالح ونكون الضحية .
فنحن ضحية لاطراف الشمال والجنوب ولن يقف احد مع قضية منطقتنا ومع احد يقف لمصلحة هذه المنطقة من ابناءها سواءً كان في اي حزب مؤتمري او غيره ومهما ضحى ومهما فعل ، بل سيحارب من الجميع .

السبب يكمن في ان ابناء هذه المنطقة لم يقفوا مع انفسهم ، ولذا ادعوا جميع ابناء محافظات إب وتعز والحديدة وريمة والبيضاء ومأرب للتوحد تحت ظل مكون الهلال الخصيب لتفعيل قضيتهم وتمثيل انفسهم وبلادهم للسعي نحو تحقيق المصلحة العامة لمناطقهم ونبذ التبعية والتهميش وصد عملية استخدامهم من كل الاطراف ، إلى هنا اكتفي وسنواصل في مقالات اخرى.