مقالات وكتابات


السبت - 22 يونيو 2019 - الساعة 06:35 م

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب


الرئيس هادي لم يظلم الشماليين، ولكنه أنصف الجنوبيين، فعندما كانت الأرقام العسكرية حكراً على الشماليين، جاء هادي ليستوعب شباب الجنوب في السلك العسكري، وهذه من حسنات حكم هادي للجنوبيين.

الرئيس هادي أعاد الجنوبيين لأعمالهم بعد أن مكثوا ردحاً من الزمن في منازلهم تحت بند خليك بالبيت الذي فرضته حقبة صالح على أبناء الجنوب.

الرئيس هادي أقلم اليمن الذي كانت تمارس فيه مركزية بغيضة، فكان النظام يرفض مجرد حكم محلي واسع الصلاحيات، فتمتع الجنوبيون بأقليمين، فلو تعقلوا لأكلوا الشهد ممهوراً بالعسل.

الرئيس هادي ضاعف معاشات القوات المسلحة والأمن، فتحسنت الظروف المعيشية لليمنيين كافة، وللجنوبيين خاصة.

الرئيس هادي جعل القضية الجنوبية واقع فرفع الجنوبيون صوتهم في كل المحافل، بينما كان الجنوبيون يطاردون في كل تجمع لهم.

الرئيس هادي سلم الجنوبيين كل الدولة، سلمهم الدولة بحذافيرها، فالرئيس منهم، ونائبه منهم، ورئيس الحكومة منهم، وأغلب الوزراء، والسفراء من الجنوب، ورؤساء المصالح الحكومية، والمؤسسات من الجنوب، ولكنهم فرطوا في الكثير مما قدمه لهم هادي.

هادي أعاد عدن عاصمة لليمن ككل، وليس للجنوب فقط، ولكن الجنوبيين لم يساعدوه في هذا الأمر.

هذا بعض ما قدمه لكم هادي أيها الجنوبيون، ولكنكم لم تحافظوا على الكثير مما قدمه لكم هادي، أتدرون لماذا؟ لأننا نحن الجنوبيين نمتلك عقولاً نخشة، لا تحب أن ترى وطنها يتقدم، ولا نحب أن نرى من يحكمنا من بين أظهرنا، ولكن لو حكمنا من خارجنا، رضينا، بل وهتفنا باسمه، ومجدناه.

الرئيس هادي قدم للجنوبيين ما لم يكونوا يحلمون به، فانبهروا بما وصلوا إليه، ولكنهم لم يشكروا هادي على كل ما قدمه لهم، بل وقفوا عائقاً أمام هادي الذي يسعى لتحقيق أحلامهم التي يبحثون عنها بين غبار الحرب، فأصبحوا يفقدون كل يوم شيئاً تحقق لهم، ولو استمروا على ما هم عليه، لعادوا إلى سوق الملح مذعنين، ولخسروا حتى مجرد التفكير بما هم فيه اليوم.

الرئيس هادي يدعوهم للسلم، وهم يدعونه للنزال، وفي كل مرة تتجلى حكمة هذا الرجل، واليوم نرى طبول الحرب تقرع في كل الجنوب، ومازال هادي يدعو الجميع للتعقل، فمن يتبجح اليوم في ظل قيادة هادي، ويقول: إنه سيفعل، ويفعل، لن يستطيع غداً حتى حك رأسه، أو تلمس أذنيه، لو تلاطمت الرؤوس، فحافظوا على ما قدمه لكم هادي، وإلا ستتجرعون جزاء تسرعكم، وطيشكم مرارة العودة إلى ما أخرجكم منه هادي، وستندمون على تفريطكم، ولات ساعة مندمِ.