مقالات وكتابات


الجمعة - 21 يونيو 2019 - الساعة 05:16 م

كُتب بواسطة : عبدالله جازع الفطحاني - ارشيف الكاتب



تناول بعض الناشطين صورة للاخ العميد علي الذيب ابو مشعل الكازمي مدير امن محافظة ابين ، وهو يعمل في متجر مواد غذائية، يقال ان ذلك المتجر في محافظة جيزان جنوب المملكة العربية السعودية،
تناول تلك الصورة وفي هذا التوقيت يعتبر استهزاء من قبل بعض الناشطين، ومحاولة اظهار عيوب الرجل وانه من العيب ان ينتقل من عامل بقالة الى مدير امن محافظة،

انه الغباء بعينه وتجاهل للتاريخ وحقباته وسيرة بعض القادة عبر التاريخ ، واولهم اشرف الانبياء والمرسلين محمد ابن عبدالله ﷺ وهو القدوة للامة المحمدية والذي حثنا ديننا الاسلامي الحنيف على اتباع سنته ونهجه،
كان رسول الله صل الله عليه وسلم راعي غنم
وقال ﷺ مابعث الله نبيا إلا رعى الغنم» قال له أصحابه: وأنت يا رسول الله؟ قال: «وأنا رعيتها لأهل مكة بالقراريط»،

اما في مايخص المسؤولين والزعماء فاعتقد اننا سنجد في اليمن مايكفي لنضرب به المثل وهذا مايوفر علينا عنا، البحث في سيرة المسؤولين في الدول المجاورة ودول العالم
ولعل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح النموذج الاكبر
في هذا الشان والذي عانى بسبب طلاق والديه في سن مبكرة، ليضطر إلى العمل في رعي الأغنام، قبل ان يتلقى تعليمه في كتاب القرية التي غادرها للجيش عام 1958 وهو في سن السادسة عشر ثم التحق بمدرسة ضباط الصف عام 1960،
واذا مارجعنا جنوبا وتناولنا سيرة وزير الدفاع اليمني محمود الصبحي سنجد ان الرجل غادر البلاد بعد حرب ٩٤ الظالمة
الى دولة الامارات وعمل هناك في شركة روسية
ومنها الى الكويت ليعمل في محل ذهب متواضع في مدينة الاحمدي ،

اما اذا تناولنا الموضوع عربيا ودوليا سنجد ان الرئيس الروسي بوتن كان ينوي العمل كسائق تاكسي وأنه كان جادا في العمل ، إذ لم تكن أمامه خيارات أخرى. حسب قوله
لكن بافيل بوردودين رئيس ديوان الرئيس بوريس يلتسن (1991-1999) حينها عرض عليه العمل في الشؤون القانونية التابعة للرئاسة، لينتقل بوتن إلى العاصمة.
وترقى بوتن في عمله حتى انتقل إلى قيادة جهاز الأمن الفيدرالي، ثم تولى رئاسة الوزراء، قبل أن يتنازل يلتسن له عن الحكم أواخر عام 1999.

وهناك مثال اخر واخير ناخذه من المغرب وهو في مايخص المغربية نجاة بالقاسم انتقلت من راعية غنم الى وزيرة التعلم بفرنسا ،
انني هنا لست محاميا للاخ العميد علي الذئب الكازمي
ولاتوجد قضية اصلا لاتكلف بالمحاماة ، ولكنني هنا أؤكد للجميع ومن خلال سيرة افضل الانبياء والمرسلين محمد ابن عبدالله ﷺ، انه لايوجد هناك مايعيب الرجل وينقص من مكانتهم الا السرقة والشحت ، اما العمل والاجتهاد بالحلال فذاك شرف كبير للانسان ،
وفي الاخير لو فتش الانسان في عيوبه لوجد مايكفيه ويغنيه عن التفتيش في عيوب الاخرين