مقالات وكتابات


السبت - 15 يونيو 2019 - الساعة 10:35 م

كُتب بواسطة : حسين البهام - ارشيف الكاتب


السياسة فن ومن لايعرف فن السياسة يكوى بنارها ، من يريد أن يحكم الجنوب عليه أن يجيد ذلك الفن السياسي المحاط بالمخاطر وان يكون ذا عقلية برمجاتية كي يتخطى تلك الصعاب .. و ( البرمجاتية ) هي كلمة من اللفظ اليوناني اي برمجا وتعني العمل ، حيث يعتبر العمل المعيار الوحيد لها في قياس الامور، فهي تبني نتائجه من خلال النتائج المثمرة وليس من خلال الشعارات الجوفاء والمدح والطبيل واتخاذ القرارات من وحي سياسي مسبق عفى عليه الزمن بوحي من قوى أخرى .

ما أشبه الليلة بالبارحة بالأمس كان الرفاق يتغنون باسم الاشتراكية ويذبحون معارضيهم باسم الثورة المضادة والعمالة الامبريالية والرجعية ، بل إنه وصل الأمر بالرفاق الى أن يضيفوا الى ماقال الرفيق لينين حينها آنذاك . وما أن فقدت مصالحهم فإذا بهم يرتموا في احضان الامبريالية والرجعية لحماية مصالحهم الضيقة ويسارعون في توقيع اتفاقية الوحدة اليمنية المباركة التي انتظرناها طويلًا ، ولكن ليس حبًا في الوحدة خطوا نحوها ولكن لمآرب اخرى .. ظانين بأنهم سيستولون على الشمال المتخلف ثقافيًا كما صور لهم ، فلم يدركوا دهاء الشماليين بزعامة الشهيد البطل علي عبدالله صالح الذي استطاع أن يحولهم الى أتباع له .

فاليوم نراهم يلبسون الثوب الجديد القديم لجيفارا بزعمهم الثوري ، ذلك القميص الذي لا يتناسب مع واقعهم وشخصياتهم المهزوزة فهم دائما يستمدون قوتهم من قوى خارجية هكذا هم عملاء بالفطرة .

إن التبجح والاتهام للشرعية بعمالتها لعلي محسن وحزب الإصلاح كذبة عفى عليها الزمن فحرب الشائعات انتهى بانتهاء المدرسة الشوعية ، فالعمل قد أصبح واضح من خلال قميص جيفارا الذي تريدون أن تلبسونه لأنفسكم وهو لايناسبكم ، لأنه لايصلح لكم الا قميص مسيلمة ، فاخلعوا قميص جيفارا قبل أن يخنقكم ويصيبكم بالصرع الذي ما صدقنا انكم تعافيتم منه في معبر .

إن التقمص اليوم بلباس جيفارا لبعض قيادة الانتقالي مع الأسف الشديد يضع الجنوب على حافة الهاوية في صراع دموي ، هذا الصراع الذي يستمد قوته من فكر جيفارا الذي يعد أشد من الفكر الشيوعي فما فرحنا بهذه الاقوام أن حلت ثوب الشيوعية إلّا وبها تلبس ثوبًا اكثر تطرفا .من ثوبها القديم لتمزق الممزق . هذا الفكر الذي يعتمد على العنف ودور الفرد في تحديد مصير الشعوب وصنع التاريخ ،
فمازال جرح يناير لم يلتئم بعد . ألم يدرك لابس الثوب الجديد القديم بأن الشعوب هي اليوم من تحدد مصير الفرد ، وليس الفرد من يحدد مصير الشعوب .

نحن ندرك الضغوط التي تمارس عليكم من قبل القوة الضاغطة التي ألبستكم ذلك الثوب لتنفيذ مخططها تجاه شرعية هادي . ونحن لسنا في صدد الدفاع عن هادي بالرغم أنه جاز لنا الدفاع عنه ، لكنا بصدد فرمتت العقل الشمولي المناطقي الذي لم يستوعب دروس التاريخ ،وما مر به الجنوب من حروب واقتتال وتمزيق وتخوين ، بسبب من يحملون فكرة أنا ومن بعدي الطوفان .

إلى كل عقلاء الانتقالي إن وجدوا .. عليكم درء الفتنة ومنع التجييش ضد اخوانكم واستيعاب المرحلة بالفكر الجديد وحل لباس جيفارا .. جيفارا مات وأتى في زمن غير هذا الزمن ، فمصالحكم مع اخوانكم ومشاركتهم همّ الوطن من العبث به وتمزيقه ليكون لقمة سهلة بيد الطامعين ..

لماذا تحبون الاتجاه المعاكس لاخوانكم الجنوبيون ..؟! لماذا تجعلوا الآخر يصنفكم بالفئة الضالة ..؟! اقتدوا بأبناء الصبيحة و ردفان الأبية الذين يسطرون ملاحم البطولة والفداء في الدفاع عن الوطن دون كلل أو ملل أو تطبيل فهم بحجم الوطن .