مقالات وكتابات


الأربعاء - 12 يونيو 2019 - الساعة 08:39 م

كُتب بواسطة : علي منصور أحمد - ارشيف الكاتب



قبل أيام وعقب عيد الفطر المبارك زارني الى بيتي في العاصمة الأبية عدن ، زميل مهنة وصديق عزيز ورفيق درب طويل وقيادي كبير من ابناء حضرموت الحبيبة ما زال يشغل اليوم موقع قيادي رفيع في محافظة حضرموت .. جاء ليقضي اجازة عيدية وعائلته الكريمة في العاصمة المحببة الى قلبه عدن .

تبادلنا الحديث الشامل عن الأحوال الشخصية لكل منا وعرجنا على استعراض تطورات الأوضاع الحالية التي تشهدها البلاد بصورة عامة ، وقادتنا الذكريات الى احداث واحداث مرت بسوأتها وإيجابياتها وما آلت اليه اليوم اوضاع البلاد شمالا وجنوبا.

وحدثني عن اخر زيارة خاصة له الى القاهرة قبل شهر تقريبا ، ومما رواه لي انه بالصدفة التقى في احد الفنادق المصرية بوزيرين من اشهر الوزراء المحسوبين على نظام الرئيس اليمني السابق الديكتاتور المخلوع علي عبدالله صالح ممن تربطهم علاقات صداقة وثيقة بالعميد الركن علي حسن الشاطر مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة ، الذي كان يصفه اليمنيين بانه الصندوق الأسود لصالح ، والذي كنت وإياه في مقدمة من عبث بنا وغيرنا من ابنا الجنوب والشمال ، هذا الرجل الطاغية والمستمد قوته وجبروته من قربه الى صالح ونظامه ، عقب حرب ١٩٩٤م واحتلال الجنوب باسم الوحدة اللعينة.

وعند سؤاله لهم عن اخبار ومصير صديقهم الذي كان يحلوا لهم بتسميته أبو بسام ، قال أجابوني بصوت واحد انه في مكان آمن؟!

وأردف بسؤاله لي هل لديك اخبار عن مصيرة وما آل اليه؟!
قلت له ما رواه لك أصدقاءه عن تواجده في مكان آمن حسب ردهم لك .. هو المكان الطبيعي لكل الطغاة ممن لم يحسنوا استخدامهم للسلطة التي أوصلتهم الظروف الاستثنائية اليها .. وممن استخدموا كاداة شيطانية للعبث بالناس من اجل ارضاء ولي نعمتهم ، هذا الولي المتكبر الذي نفسه كان ينظر اليهم بنظرة دونية واطية كما كان يصفهم وجه لوجه !

فما يهمنا هنا ليس التشفي فيما آل اليه وضع الرجل ومكانه الآمن .. فهذا شأن داخلي يخص اشقاءنا الشماليين دون غيرهم!

بقدرما يهمنا ان نتعلم من دروس كهذه .. وأن الظلم لا يدوم وان التاريخ لا يرحم ، وان الله يمهل ولا يهمل .. فهل نتعظ؟!