مقالات وكتابات


الأحد - 29 أبريل 2018 - الساعة 09:04 م

كُتب بواسطة : د. علي عبدالله الدويل - ارشيف الكاتب



كثيرا ما نسمع بأن كل رجل عظيم وراءه امرأه عظيمة توجهه وترشده وتقوده إلى الطريق الصحيح السليم.

والملاحظ أنه غالبا ما تُستعمل هذه الحكمة في المجال الثقافي والسياسي للدلالة على الدور الذي تقوم به الزوجات في حياة أزواجهن الناجحين في مجال الأعمال والسياسة بالتحديد وهذا الأمر صحيح إلى حد ما.

لكنه لا يلغي الدور الأساسي والمحوري للأم باعتبارها المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الرجل القيم الأساسية التي سيواجه بها المجتمع، فإذا تمكنت الأم من إعداد رجل ناجح، تسلمه للزوجة، والتي إما أن تكمل ما بدأته الأم وتدعم نجاحات الزوج وإما أن تكون سببا في فشله.

كثير من الناس في حديثهم عن الدور المهم للمرأة في حياة الرجل، يستشهدون بالحكمة استنادا لمفهومها، لكنهم لا ينتبهون إلى منطوقها، لأن الاكتفاء بذكر امرأة بصيغة نكرة يحتمل أن تكون أية امرأة، فقد تكون فاشلة في تربية أبنائها، فتخرّج رجلا أو رجالا فاشلين، وقد تكون ناجحة وتخرج لنا رجلا أو رجالا ناجحين وهكذا..

طبعا مع وجود بعض الاستثناءات لهذه القاعدة، فقد تجد أمهات يبذلن ما في وسعهن، والنتيجة تكون غير مرضية. وصدق الشاعر حين قال:

الأم مدرسة إن أعددتها  أعددت شعبا طيب الأعراق

وعندما تتحدث الحكمة عن الرجل العظيم، فإن المقصود به هو الرجل الناجح الذي يقتسم نجاحه مع المجتمع، بحيث يترك بصمته الإيجابية على حياة الناس، بإنجازاته العلمية أو العملية وأعماله ومساهماته الخيرة من أجل إسعاد الناس وخدمتهم .

أما الذي يكون ناجحا في حياته الشخصية فقط فلا يمكن وصفه بالعظيم، كما أن المرأة العظيمة هي التي تقوم بدورها على أكمل وجه دون تهاون، من أجل تخريج نماذج ناجحة من الرجال، الذين يقدمون قيمة مضافة لأوطانهم.

إذن، لا بد عند الحديث عن دور المرأة في حياة الرجل، من الاعتراف أولا بدور الأم باعتبارها المهندسة الأولى لمشروع إنساني عظيم، فهي التي تحمل الرجل في أحشائها لتسعة أشهر، وتتعهده بعد الولادة بالتربية حتى يكبر ويشتد عوده ويصبح مكتمل الرجولة، ثم يأتي دور الزوجة ليكمل دور الأم.


اما من يقول ان وراء كل عظيم امرأة! هراء! بل أمر مبالغا فيه

ولذا ما أكثر عدد العظماء الذين لم يظهر في التاريخ أثر المرأة في حياتهم! لكن التخابث الذكوري أراد أن يلجم النساء بفكرة تعويضية.. تعوضهن مصابهن في خروجهن من قائمة العظماء فابتكر هذه العبارة المعسولة! فكم عدد «العظيمات» في التاريخ مقابل عدد العظماء؟! لذلك كانت العبارة تعويض فاقد! وطبطبة ذكورية على أكتاف النساء! ولا أحد وراء أحد! فالعظمة لا تحتاج إلى يد تدفعها إنها قوة تظهر ببطء وتشق لنفسها الطريق! وإذا كان ولا بد من مانح ومعطٍ وباذل! فهي الأم المثالية ثم والزوجة الصالحة .