مقالات وكتابات


الثلاثاء - 11 يونيو 2019 - الساعة 04:36 م

كُتب بواسطة : حسين البهام - ارشيف الكاتب


عندما نتحدث عن الفوضى الخلاقة فإننا نتحدث عن كوندا ليزا رايس مؤلفت هذا الكتاب عرابة عصرها ، نتحدث عن صاحبة البشرة السمراء ذات الساقين الداكنتين التي سالت لعاب الساسة عليها من المثقفين التقدميين والمتطوعين المتزمتين . لقد استطاعت بفكرها أن تغزو العرب وبسحرها الشيطاني جعلت من الشعوب العربية ألعوبة ليهدموا أوطانهم بحجة البحث عن الديمقراطية والحرية ، والعيش برفاهية كما اوهمتهم ليهدمو معابدهم بأيديهم ..

فهاهي اليوم تخرج وبدون خجل أوخوف لتقول للعالم العربي من معهد بروكينغ الأمريكي في محاضرة لها قبل أسبوعين هدفها من الفوضى الخلاقة وغزو أفغانستان والعراق والحروب الدائرة اليوم

لست اليوم في صدد الحديث عن الفوضى الخلاقة وشرح الربيع العربي ، ولكني احببت الحديث في هذا الزخم المظلم عن رجال أشعلوا النور في الليلة الظلماء ، رجال صناديد عصرهم في زمن قلّ فيه الرجال ، رجال وقفوا كا الصخور في وجه الأمواج الهائجة والرياح العاتية من بحر العرب التي أرادت العبث بهذا الوطن العريق المتجذر في أعماق الارض .. بصدد الحديث عن رجل ندرت الرجال من أمثاله رجل أبى الخضوع وبيع وطنه ، رجل قابض على دينه كالقابض على الجمر .. هكذا حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تكثر الفتن ..

إنه رجل بحجم وطن .. هذا الرجل يذكرنا بمن سبقوه من أبناء جلدته في النضال
رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، أمثال الفقيد المناضل محمد علي هيثم والشهيد علي الميسري والفقيد حسين عشال ، هؤلا هم من حملوا همّ تحرير الجنوب وهم من رفعوا علم التحرير وهم من أشعلوا شرارة الحرية من جبل فحمان هم وزملائهم المناضلين فحمان وما أدراك مافحمان فحمان الذي يخبئ لنا في جعبته الكثير من أسرار النضال . هؤلاء تم الغدر بهم والتنكر لهم ولنضالهم ، فمنهم من قتل ومنهم من نفذ بجلده خارج الوطن حينها بعد الثورة

فإن ماتمر به أخي المناضل والشجاع من تآمر داخلي وخارجي هو أصعب من ما مرو به أبناء جلدتك ، ولكن ثقتنا بك وبحنكتك وصبرك وقوة عزيمتك هي من ستجعل تلك الأمواج تتحطم على صخرتك فأنت وطننا المنشود .. وطن لكل أم وأب فقدوا فلذات أكبادهم دفاعًا عنه ليأتي النخاسون ليبيعوه في سوق النخاسة دون خوف أو خجل أو احترام لكل التضحيات .

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يستطيع الميسري بمفرده الصمود في وجه العابثين بالأوطان في ظل عجز الشرعية ومن ينتمون إليها .. لقد شائت الأقدار لهذا الشاب المخلص لوطنه ودينه أن يأتي في زمن كثرت فيه الفتن .

اخي الوزير ونحن بقربك نقول لك بأن شموخك وعزتك وعفتك تساقطت عليها كل الفتن وتناثرت وأصبحت أشلاء حملتها رياح الوطن إلى أعماق البحار كي لا تعود وتؤرقك عن عملك النبيل .. فإن نبلك وعطفك على المحتاجين هو الواقي لك عند ربك ومحبيك .

ومن هنا ندعوا كل وطني شريف وقلم حر ليس أجير أن يقف مع من يحمل هم الوطن ، فالوطن أمانة في أعناق الجميع ، فأنت رجل الوطن القادم .. لله درك وغفر الله لمن حملتك في بطنها وأنجبتك لتكون عونًا لهذا الشعب المغلوب على أمره ..