مقالات وكتابات


الخميس - 23 مايو 2019 - الساعة 04:53 ص

كُتب بواسطة : أ. محمد الدبعي - ارشيف الكاتب




الأرض بتتكلم يمني.. الأرض الأرض
الأرض بتتكلم يمني وتقول الله!

لعنة الله على اللي كان السبب!
اليمن أرضا وحكومة وشعبا وخصوصا الكبار منهم يمرون بحالة مرضية جغرافية ونفسية واجتماعية يصعب علاجها، ولكن بالإمكان معالجتها أو التخفيف من أعراضها.
هذه حقيقة وليست مبالغة، ولا يستطيع أحد إنكارها لأنه سيكون كمن يحاول أن يحجب أشعة الشمس بغربال، وهي قد اصابت كل أطياف المجتمع اليمني ابتداءا بفخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، ونائبه علي محسن الأحمر، مرورا بقادة الجيش والسياسيين والأحزاب وانتهاء بالمواطن المسكين. فما هي هذه الحالة المرضية المستعصية؟؟؟ إبتداءا أعرفكم على أعراضها، ومن ثم ستعرفون ماهي هذه الحالة:
جغرافيا: شمال وجنوب، مطلع منزل، صنعاء صعدة مأرب تعز عدن حضرموت المهرة سقطرة.
كلها متنافرة متناحرة، وكأن زلزالا حدث فتشققت الأرض إلى جزر متباعدة نفسيا واجتماعيا.
حكومة: شرعية وغير شرعية، في الداخل وفي المهجر، جيش وطني، مليشيات، جماعات مسلحة، أحزمة أمنية، سلطات متناقضة متضاربة متسلطة.
وشعبا: شمالي جنوبي، دحباشي فالتو، سلالي هاشمي قبيلي وعادي، قبيلي مزين خادم، قنديل زنبيل، سيد خادم، سني رافضي، سلفي اخونجي صوفي حوثي… الخ.
وجميع من ذكرتهم أعلاه هذه تشخيص حالاتهم:
- الأنانية المقيتة، وصعوبة تواصلهم مع الآخرين، كل يعيش في فلكه الذي صنع له أو صنعه بنفسه.
- يصعب عليهم فهم المحيطين بهم ونواياهم وشخصياتهم، لذلك يقعون في التصرفات والسلوكيات الخاطئة بحق بعضهم بسبب سوء الفهم.
- الحساسية المفرطة: يتحسسون من بعضهم ولا يقبل أحدهم الآخر.
- إضطرابات فسيولوجية: إضطراب في النوم، الأرق والقلق الزائد، واختلال خطير في السلوك.
- صعوبة الحركة: الكسل العظيم وصعوبة التنقل على الأرض لكثرة الأخطار ونقاط التفتيش والعصابات المتفلتة.
- الروتين الممل في حياتهم، والتوتر الشديد إذا لم تسر الأمور كما يريدون، وتنتابهم نوبات الغضب القاتلة الدامية، فالكل يريد أن يسيطر على الكل ويحكم الكل.

خلاصة القول: هانحن في ذكرى الوحدة اليمنية وقد أصيبت اليمن بداء التوحد.. ما يعني أن الوحدة اليمنية حاليا مجرد ذكرى نحييها، آملين إعادة تحقيقها.. والأمل هو آخر من يموت.
الرئيس وحكومته يعانون من أعراض المرض، لذلك هم مفرقون.. ممزقون.. مهجرون.. ولا هيبة لهم ولا سلطة.

المواطنون في جنوب الوطن جزء منهم يغنون مواويلهم الخاصة بهم، مواويل الإنفصال والتحرر، وجزء آخر يرقص على نغمة العفافيش والحوثة،  وشيلات السعودية والإمارات، والجزء الباقي وحدوي على نص رجل.

والمواطن الشمالي مقطع تقطيع ومطحون طحن بين المؤتمر والإصلاح والحوثة والسعودية والإمارات والسلالية ويحكمهم حكومتان وسلطتان: شرعية (مؤتمرية إصلاحية وتحالف عربي) وحوثية.. وهات لك هات.
ومع كل ذلك ترى المواطن والمسؤلين في كل ربوع اليمن لا مبالين، ولا عندهم غيرة على الوطن، وبياعين للضمير، وكل واحد منهم يرفع شعار: نفسي نفسي.
لا سلم وطن ولا صلح مواطن للأسف الشديد، ومع ذلك نقول سنظل وحدويين، وسنكافح ونناضل ونضحي من أجل الوحدة اليمنية والوطن اليمني الإتحادي حتى آخر رمق، ومهما كانت التحديات، ومهما كان عنفوان داء التوحد الذي طمرنا:
وحدتي.. وحدتي
يا نشيدا رائعا يملأ نفسي
أنت عهد عالق في كل ذمة!
ليس منا أبدا من فرقا
ليس منا أبدا من مزقا
ليس منا أبدا من يسكب النار في أزهارنا كي تحرقا!

أ. محمد الدبعي