مقالات وكتابات


الأحد - 19 مايو 2019 - الساعة 01:58 ص

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب



ضرب الانقلاب الحوثي الاسود منظومة العمل الحزبي والمدني في الصميم ونالت نصيبها من الانهيار والتشرد كغيرها من مؤسسات الدولة وهياكلها ، وبقيت الاولى في التيه طيلة الفترة الماضية من الأزمة وخرجت الثانية من ركامها لتعتاش على نفسها وعلى الآخرين و بقيت تنافح عن وجودها بكل ما تستطيع . بينما تخلفت الأحزاب الوطنية عن مواكبة دورها الوطني في هذه المرحلة التي أنستها قوة تأثيرها وسيطرتها على الجماهير وشد عرى تواصلهم معها وافتقادها القدرة على توجيه أفعالهم الى حيث يجب ان تكون ، نصيرة ومناصرة ومقاتلة ، أي خلق اصطفاف وطني واسع بكل ما للكلمة من معنى .
وطال غياب معظم القوى الوطنية عن ساحة الأحداث الدامية التي تشهدها اليمن ربما باستثناء التجمع اليمني وبعض من الاحزاب الاخرى التي ابتلاها الله واختبر حبها الوطني لهذه الأرض ، و لم تتملص ولم تهرب من قدرها مع الموت وكانت عناوين لاصالة الانتماء لهذه الأرض والإنسان ، وغشي الموت والشتات البقية الباقية منها وأصبحت في حكم المنسية .
تخلي هذه الأحزاب عن دورها الوطني في هذه المرحلة له بالغ الأثر في تاريخ الحركة الوطنية اليمنية وتنصل واضح عن قدرتها في الاحتفاظ بتاريخها الوطني العظيم الذي يملي عليها الحرص عليه وتجديد كتابته بدماء الاحرار من ابناء اليمن الواحد .
الغياب المر لها ولد حالة من الانفصام بين الجماهير وقواها السياسية وهو ما ظهر واضحا في تقهقر غالبية الشارع العام عن النهوض والقيام بدوره المشهود بصورة فردية وجماعية في مناهضة مشروع الانقلاب والوقوف في وجه.
ولعل أقرب تحليل لوصف حالة التخاذل الوطني للشارع ونكوص المواطنين وابتعادهم عن مجريات الأحداث الدامية التي يكتوي بنارها الصغير والكبير منهم ، يمكن في الانعدام المفاجئ لتأثير طلائعهم السياسية عليهم وفقدانها القدرة على تعبئة المواطنين وهو ما خلق حالة من اغترابهم عن طبيعة الأحداث ودورها في صناعة حاضر ومستقبل اليمن .
ويظل السؤال قائما عن أسباب تخلف وغياب القوى والأحزاب السياسية عن الجماهير في هذه المرحلة وتأثيراتها المباشرة والغير المباشرة على حياة وتجربة الديمقراطية الناشئة في اليمن .
ورحلت الاحزاب وبحثها عن ذاتها وتاريخها قد يطول بعد انفراج الازمة التي لم تتمكن من تحديد موقعها من الإعراب منها بعد .