مقالات وكتابات


السبت - 18 مايو 2019 - الساعة 11:43 م

كُتب بواسطة : عبدالله جازع الفطحاني - ارشيف الكاتب


ذات يوم كنت عابر امام الجامع الكبير في مديرية مودية وشد انتباهي تحضيرات حول المسجد لجماعة الاصلاح في اوج قوتهم يومها في ولاية مودية الاسلامية
دفعني الفضول لسؤال احدهم عن سبب تلك التحضيرات
واخبرني انهم في انتظار الشيخ عبدالمجيد الزنداني ولم تيبقى من حضورة الا دقائق معدودة ، واردف قائلا اهلا بك الدعوة عامة للجميع وستستفيد ان شاء الله
ولانني اعاني من فراق اقنعت نفسي بالدخول من باب الفضول مع معرفتي ان المحاضرة دعاية انتخابية اكثر منها دعوة الى الله ، يومها كنا مقبلين على انختابات برلمانية او رئاسية لم تسعفني الذاكرة حقيقة ماهي تلك الانتخابات كل ما اذكره انها انتخابات تلوح في الافق
المهم دخلت المسجد واخذت لي مكان في الصفوف الامامية
لاباس به ، ليس بقريب من موقع الشيخ لسبب التشديدات ولكنني لا ابعد كثيراََ والعين ترى العين
كان لابد عليه من اتخاذ وضعية في الجلوس تناسب مع وضعيات الحضور لانهم اكثرهم مطاوعة من مطاوعة تلك المرحلة التي يقال انها انقرضت في مابعد

وبعد دخول الشيخ الهمام ذو اللحية الكثيفة المصبوغة باللون الاحمر ، نصت الجميع وبداء الشيخ بالسلام والتذكير بيوم القيامة وان في الجنة مالاعين رأت ولا اذن سمعت ولاخطر على قلب بشر واخذ مساحة من الحديث لاباس بها في الجانب الدعوي
ومن ثم انحرف الحديث تدريجياََ الى الجانب السياسية والدعاية الانتخابية وكان الشيخ حريص على خلط الكلمات منها دينية ومنها دعاية انتخابية حتى لايشعر الاتباع بالانحراف ويتسبب ذلك في نفور المتشددين يومها

في حقيقة الامر اعجبتني العبارات كواحد ممن كانو متعطشين للتغيير في اليمن مع انني مؤتمري ولكن في الحقيقة لايهمني الولاء الحزبي اكثر من الولاء الوطني

تطرق الشيخ الى ضرب مثل جميل جداََ واخبرنا انه لابد من التغيير لان المشكلة تكمن في القيادة
واخبرنا مثال سيارة شكلها الخارجي من اروع مايكون وكفراتها جديدة والكراسي نظيفة والطبلون رائع ولكنه لايوجد لها دركسون ، هل تلك السيارة ستمشي من الاساس واذا مشت هل ستاخذنا الى بر الامان

لازالت كلمات الشيخ عالقة في ذهني وايضا جلسته وقتها وكيف كان يتخلل شعر لحيته الكثيفة باصابع يده اليمنى
مشهد تراجيدي لازال عالق في الاذهان واعتقد ان تلك الحسنة الوحيدة للشيخ الزنداني التي اهداها لمواطن يتلهف للتغير ويؤمن بان هذا الشعب لابد له من حياة افضل
وان التغيير سنة الحياة

اليوم وانا ارى الانتصارات الجنوبية تمنيت لو يكون هناك رديف سياسي للمقاومة الجنوبية ينهض بهذا المجتمع الصابر المكافح الشهم الشجاع الذي يصنف بانه من اقوى الشعوب اطلاقا
ولو وجد له الرديف السياسي لحاول غزو العالم دون تردد
ولكن يبدو ان مثل صاحب اللحية الحمراء اصبح واقع ملموس وان هذا الشعب لايوجد له دركسون
وسيظل غارق في الازمات الى ماشاء الله