مقالات وكتابات


الأربعاء - 15 مايو 2019 - الساعة 03:05 ص

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب



مثل قيام الهيئة الشعبية بمحافظة شبوة واحدة من أبرز الاحداث التاريخية التي تحققت في حياتها في هذه المرحلة الخطرة والشائكة ، وعملت على تأمينها من مخاطر وتبعات اعصار الحروب التي تعصف وتصفر رياحها في كل اتجاه من بلاد اليمن و بات يتجرع مرارتها الإنسان في كل بقاعه .
وعادة ماتكون للكوارث تبعات اشد وطأة من احداثها المباشرة على الناس وتدخلهم في دوامة قوية لصراع مع المجهول وصعوبة تحليل السراب من معطياته .
وانبثقت الهيئة من ضبابية الموقف الذي تعيشه المحافظة وهي تلقي بوجها في كل اتجاه بحثا عن جهة تنقذها مما تعانيه من مخاوف التوظيف السلبي لتبعات ما بعد الحرب وكانت الهيئة ضالتها المنشودة والتي لم يطل بحثها عنها كثيرا.
وعادة لشبوة تجربة مريرة وقاسية مع النكبات الوطنية حتى يخيل لنا الى وقت قريب بأنها كانت كبش الفداء في هذه النكبات الكارثية ، لشعور بفداحة ضريبة خطأ مشاركتها فيها وآخذها بوحدة قياس حجم تطرفها واندفاعها الاعمى في اتونها ، وهذا مايرشحها دائما وفي كل معترك للحصول على نصيب الأسد من المآسي .
ولن نطيل الوقوف على ندوب شبوة وجراحاتها المزمنة من هذه الكوارث ولكن في عجالة التقييم الإيجابي الملحوظ لدور الهيئة في هذا الجانب يمكنني القول بأن الهيئة كانت البلسم الشافي لها ، ولن نجافي الحقيقة اذا ما قلنا بأن الهيئة مثلت طوق النجاة لشبوة من هذه العاصفة الحادة الاعصار والاتجاهات .
وبهذا الاستبصار المنطقي لاهمية الهيئة يمكن التوصل الى أدق توصيف مناسب لها ، بوصفها المرجعية الشعبية الجامعة لأبناء شبوة والإطار العام الذي يمثلهم بمختلف طوائفهم القبلية والاجتماعية والدينية والعلمية والسياسية والحزبية .
إذن الهيئة ببساطة كانت وليدة التقاء إرادة الكبار من رجالات شبوة ولاول مرة في تاريخها .