مقالات وكتابات


الأربعاء - 13 ديسمبر 2017 - الساعة 09:42 م

كُتب بواسطة : منصور العلهي - ارشيف الكاتب



قضيت ثمانية ايام بلياليها في مأرب الحضارة والتاريخ..

مأرب العروبة والشهامة والكرم...
تجولت في شوارعها وازقتها وحواريها بكل حرية....!
لم يوقفني احد ليسألني من انت ؟
او اين تريد وماذا تريد...؟؟
رأيت فيها وانا اتجول بشوارعها الواسعة والمرتبة الصنعاني والحضرمي ..رأيت العدني والذماري..رأيت صاحب ابين والتهامي واللحجي والضالعي...!
رأيت اليافعي والمهري والابي..رأيت الشبواني وابن حجة والمحويت...!!
رأيت السقطري وصاحب همدان..!

رأيت في مأرب (اليمن) كل اليمن بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم وبمختلف مناطقهم...!
رأيت كل ابناء اليمن من شماله إلى جنوبه وقد احتظنتهم مأرب العروبة والكرم وضمتهم لحضنها الدافئ ليجدوا عندها الامن والأمان والاطمئنان..وليجدوا العدل والمساواة...!

انها محافظة مأرب التي ازورها لاول مرة في حياتي...
قمنا في مستهل رحلتنا بزيارة الشيخ الجليل (ابوالحسن) الذي استقبلنا بمنزله العامر واكرم وفادتنا وتبادلنا مع فضيلته اطراف الحديث في سهرة ممتعة بديوانه الواسع واصر على ان لانغادر المنزل حتى نتناول معه طعام العشاء...وتعرفنا في هذه الزيارة المباركة على نجله الشاب الحسن الذي ابهرنا بحسن خلقه وتواضعه..!

زرت سد مأرب التاريخي ورأيت القنوات التي تتفرع منه لتسقي مزارع وبساتين مأرب...وتجولت في بساتينها وشاهدت مزارع الليم المأربي والبطاط ومختلف الخضروات.
زرت عرش الملكة بلقيس ورأيت معالم ذلك العرش العملاق الضارب في جذور التاريخ الذي يحكي قصة شعب عظيم عاش في سالف الايام...

وانتقلت بعدها لزيارة معبد(اوام) الشمس...!
وعند وصولي لبوابة المعبد الذي كان مغلقاً وجدت طفلة صغيرة لايتجاوز عمرها الاربعة او الخمسة اعوام تقف امام بوابة المعبد وسألتها عن اسمها فقالت اسمي (شمعة) وكان يقف بجانبها اخيها الذي يكبرها بعدة اعوام وبيده مفاتيح المعبد...!
وطلبنا منه فتح الباب لندخل فقال ان اردتم الدخول وزيارة المعبد فعليكم ان تدفعوا رسوم الدخول وقدره الف ريال...!
التزمنا لتعليمات الحارس الصغير وشقيقته الطفلة (شمعة) ودفعنا لهما الف ريال وفتح لنا الباب ودخلنا إلى المعبد وتجولنا في محيطه المحصن بالاسوار الحجرية..
ورأينا النقوش والمعالم الاثرية داخل المعبد...!!
مكثنا فيه قرابة الربع ساعة او تزيد..لنغادر بعدها ذلك المعبد الذي اذهلنا بنقوشه وبناياته وماتبقى من معالمه الاثرية العجيبة...!

مالفت نظري عند زيارتي لعرش بلقيس ومعبدها هو عدم الاهتمام بهما من قبل وزارة السياحة والآثار ...!
حيث شاهدنا الرمال وهي تكاد تطمر بعض معالم هذين الصرحين التاريخيين...
رأينا بعض الاحجار المزينة بالنقوش والكتابات السبئية القديمة وهي متناثرة هنا وهناك وتكاد الرمال تغطيها..
لم نرى عند وصولنا لعرش بلقيس دليل سياحي ليرشدنا وليشرح لنا عن العرش وقصته ...!!
بل وجدنا طفل لايتجاوز عمره السبعة الاعوام ليستقبلنا امام البوابة وبيده المفتاح ليطلب منا رسوم الدخول..وكما هو الحال عند زيارتنا لمعبد الشمس لنجد الطفلة (شمعة) في استقبالنا لتتسلم الرسوم وتفتح لنا البوابة...!!

نلفت عناية وزارة السياحة والآثار لان تولي هذه المعالم التاريخية قليل من الاهتمام والرعاية قبل ان تطمر معالمهما رمال مأرب التي بدأت تغطي بعض تلك المعالم..كما نتمنى على وزارة السياحة والآثار ان تعين دليلاً سياحياً لارشاد السواح ومدهم ببعض المعلومات التاريخية عن العرش والمعبد...!!

هذه بإختصار رحلتي إلى محافظة مأرب...مأرب التي فتحت ذراعيها لكل اليمنيين ...انها مأرب العروبة والتاريخ والحضارة والكرم والشهامة والرجولة..
فتحية لابناء مأرب ورجالها ومشائخها وقاداتها وعلماؤها.. وتحية لكل من حل فيها وسكن.